العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ

مسرح الطفل في البحرين

حسين السماهيجي comments [at] alwasatnews.com

كشفت الندوة التي عقدت بمدرسة زنوبيا الإعدادية للبنات عن "تاريخ مسرح الطفل بمملكة البحرين" عن جانب مهم، غير مدروس، في أدبنا البحريني منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. فهناك كم كبير من المسرحيات التي أنتجت وعرضت، ومن ضمنها مسرحيات متميزة لكتاب مسرح متميزين في الكتابة للطفل، مثل خلف أحمد خلف، حمد الشهابي، علي الشرقاوي وحمزة محمد، على أن حمزة محمد كان أكثر الكتاب غزارة في الإنتاج في هذا المجال. ومع هذه الغزارة والتميز، فإنه لا مندوحة لنا عن الإشارة إلى ندرة الدراسات الجادة بشأن مسرح الطفل في البحرين، ناهيك عن قلة التناولات والنقاشات النقدية التي تهتم بهذا الجانب، على أننا نشير إلى دراسة للناقد إبراهيم غلوم في كتابه "الخاصية المنفردة في الخطاب المسرحي"، وقد جاءت بعنوان "لعبة مسرح الطفل". وهذه الورقة كانت، في الأصل، ضمن ندوة أقيمت في أعقاب عرض مسرحية "ثعلوب الحبوب" لمؤلفها خلف أحمد خلف، بجمعية رعاية الطفولة. وتبقى هذه الدراسة دراسة يتيمة بحاجة إلى وجود دراسات أخرى شبيهة، يمكن من خلالها تسليط الضوء على هذا النوع من الأعمال.

ومع العودة إلى ندوة مدرسة زنوبيا الإعدادية للبنات، فإنك لن تملك نفسك من دهشة تباغتك وأنت تستمع للطالبات اللواتي عملن، بجد ودأب، على رصد وتوثيق أهم هذه الأعمال. وأشارت الدراسة الرصدية إلى جانب مهم يتمثل في أن مختلف المسارح الأهلية قد أسهمت وشاركت بأعمال متنوعة، فضلا عن المسرح المدرسي الذي قام - بدوره - بجهد اتسم بالتواصل والتميز طيلة هذه السنوات، وكان المختبر الذي من خلاله تم اكتشاف الكثير من الطاقات المسرحية. كنت، وأنا أصغي لسرد الطالبات، أتساءل عن غياب الأجهزة الرسمية عن هذا الجانب ذي الأهمية الكبرى، والذي لولا بعض الجهود الفردية لأصبح عرضة للضياع والنسيان. ومن الممكن جدا، بالنسبة إلى إدارة الثقافة بوزارة الإعلام، أن تقوم - عن طريق التنسيق مع المسارح الأهلية والمعنيين - بالتخطيط والدعوة إلى حلقات نقاشية عن مسرح الطفل في مملكة البحرين. وحدث مثل ذلك، سابقا، حين رعت إدارة الثقافة نفسها بعضا من هذه الأعمال، ومنها الحلقة النقاشية التي كانت لتكريم الناقد عبدالله الغذامي فيما يتعلق بأطروحته "النقد الثقافي"، والتي تكللت بإصدارها في كتاب ضمن مشروع النشر المشترك. ومع هذه الدعوة التي نوجهها للمسئولين بإدارة الثقافة، وهم جديرون بالالتفات إليها، نشير إلى أن المسارح الأهلية نفسها عليها أن تقوم بالمبادرة إلى العمل والتنسيق - استفادة من الجهد الذي بذلته مدرسة زنوبيا الإعدادية - من أجل الرصد والتوثيق الدقيق أولا، والدراسة الجادة لكل ما يتعلق بمسرح الطفل ثانيا، وذلك أضعف الإيمان

العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً