تقول جملة المشاهدات المولودة والمنتظرة للولادة هذه الأيام في المحيط الإقليمي العربي إن غدا "الأحد" 9 يناير/كانون الثاني الجاري سيكون "يوم حسم" عربي كبير لقضيتين شغلتا عالمنا الصغير! غدا فقط وبعد ماراثون طويل من المفاوضات استمر عامين يتم في العاصمة الكينية "نيروبي" توقيع اتفاق السلام الشامل بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان الذي ينهي 21 عاما من القتال بين الشمال والجنوب. وسيتم خلال احتفال كبير يحضره عدد من الوفود العربية والأجنبية توقيع ثمانية بروتوكولات سلام تشكل في مجموعها اتفاق سلام شامل لتسوية النزاع. وسيدشن الاتفاق النهائي مرحلة جديدة في حياة السودان سياسيا واقتصاديا وأمنيا ومؤشرا على أن السلام أصبح مطلبا شعبيا من الدرجة الأولى، فالتعب والمعاناة نالا كثيرا من السودانيين شمالا وجنوبا وأن الكل بحاجة إلى تغيير جذري في نمط الحياة والتحول من التهديدات بالحرب إلى الأمن والاستقرار والتنمية.
أما القضية الأخرى فهي الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المزمع إجراؤها غدا، إذ ستكون الخبر الرئيسي في معظم نشرات الأخبار. فالفراغ الذي تركه غياب الرئيس ياسر عرفات في السلطة وفي صفوف حركة "فتح" ومنظمة التحرير، يحتاج إلى من يقوم بملئه؛ لتجد "إسرائيل"، وأميركا، والمجتمع الدولي، من تستطيع التحدث إليه مقتنعة - حقيقة أو افتراضا - أنه يمثل الشعب الفلسطيني، وبهذه الصفة يستطيع توقيع الاتفاقات المطروحة للتسوية السياسية.
المراقبون يرون أن الحظ الأوفر - لو أجريت الانتخابات بحرية - سيكون من حظ مرشح "فتح" محمود عباس، وأن المرشحين الآخرين بعضهم لن يكون منافسا على الإطلاق، وبعضهم الآخر سيفتت بعض كتل الأصوات بحيث لا يكون فوز "أبومازن" على الطريقة العربية التقليدية، في الدول التي تتواضع وتجري انتخابات. لن نستبق الحوادث في القضيتين، وإنما سننتظر الغد ليحمل لنا الخبر اليقين
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ