حروف الاستفهام على اختلافنا في عددها تحمل أهم عنصرين لا يجري الخلاف عليهما وهما: "لماذا" و"كيف"، فالحرف الأول ينحو إلى تفسير الموقف وتفكيكه والتوصل إلى أسبابه، والثاني، يعمد إلى وضع الحلول للمسألة، باقتراح خطوات عملية وواقعية ومعقولة حتى لا تبقى نصف الإجابة معلقة على التشخيص، بل ننتقل منها إلى ما نريد الوصول إليه.
وربما غالبية المشكلات التي تواجهنا تكمن في خطأ الإجابة على السؤال الأول "لماذا"، فالبعض تأخذهم الأهواء بأن يجيبوا على هذا السؤال المهم بسرد قناعاتهم الشخصية من دون التأمل - ولو لدقيقة - في وجهات النظر الأخرى التي قد تكون لها صوابية. مجلس إدارة جمعية الصحفيين البحرينية، طلب العفو والمعذرة من أعضاء الجمعية لأنه تأخر كثيرا في تنفيذ ما وعده، بسبب انشغاله بالحوار مع "كيان آخر" أراد شق الصف، وتشتيت الجهود، وقد "آلمه" هذا الانشقاق، وهذا الخروج عن وحدة الصف. هذا الحديث الحسن، والمنطلق لا شك من رغبة في توحد الجسم الصحافي في البحرين، لم يطلع أعضاء الجمعية العمومية لجمعية الصحفيين البحرينية عن إجابته على سؤال: لماذا سعت مجموعة من الصحافيين في البحرين إلى تأسيس كيان مستقل، ولماذا استغرق الحوار سنتين، ولماذا تناقص عدد ممثلي الجمعية في "الحوار" ليصبحوا شخصا واحدا فقط، ولماذا لا توقت الجمعية تصريحاتها بالتحول إلى نقابة أو قبول عضويتها في الاتحاد العربي أو الدولي أو الكوني، وطرح إغراءاتها، إلا في اليوم الذي يعقد فيه "الكيان الآخر" اجتماعا له؟ وبحسب ما نشر، فإن التقرير الأدبي للجمعية أشار إلى الحوار من "الكيان الآخر"، ورأى ألا مبرر الآن في وجود هذا "الكيان"، ولكنه - أبدا - لم يقل "كيف" سيتمكن هذان الكيانان من الاندماج والانصهار في بعضهما بما انتهت إليه سنتان من الحوار المكثف الذي قاده ببراعة الموفق حسن رضي
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ