للمرة الثانية يتطوع رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني بالإدلاء بتصريح غير دقيق يهدف من ورائه الى إسكات مجلسه وناخبيهم عن مزيد من المطالبات بمزايا للمواطنين من فوائض النفط.
للمرة الثانية يقول الظهراني إن البحرين فقدت 50 ألف برميل يوميا من حقل أبوسعفة، على رغم أن مصادر وزارة المالية تؤكد أن هذه الـ 50 الف برميل وهي المنحة السعودية من الزيت الخفيف من حقول أخرى وليس الزيت المتوسط الذي ينتجه حقل أبوسعفة وان كانت تحتسب ضمن ايراداته قد أوقفت من الجانب السعودي لمدة حوالي ثلاثة شهور ابتداء من يوليو/ تموز خلال العام الماضي ثم استأنفت الجارة السعودية ضخها في ايرادات البحرين.
كما أن موازنة العامين المقبلين 2005 و2006 المفترض أن يكون الظهراني ومجلسه قد اطلع عليها بعد تسلمها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي جاءت متضمنة في ايراداتها لـ 200 ألف برميل يوميا منها 150 ألف برميل يوميا من حقل أبوسعفة هي حصة البحرين بعد توسعة الحقل ومضاعفة انتاجه الى 300 الف برميل يوميا، بالاضافة الى المنحة السعودية التي تقدر بـ 50 الف برميل والتي يبدو أن الظهراني مبقيا على علمه القديم بتوقفها منذ شهر يوليو، ولم تستحدث معلوماته حتى تصريحه الأخير بأن التوقف كان مؤقتا.
وبالاضافة الى أن هذا التصريح غير الدقيق الذي يتسبب في تضليل المتابعين والباحثين فإن هذا التصريح في شقه الاجتماعي والانساني يخلق تأثيرات سلبية غير مبررة فالظهراني صرح للمرة الثانية مؤكدا أن البحرين فقدت 50 ألف برميل يوميا من نفط أبوسعفة واسترسل "لو تطلب حماية الاقتصاد الوطني اجراء خفض في الرواتب، فسنقف مع هذا الخفض" ثم عاد بعد يومين لينفي قائلا إنه "لم يفكر مطلقا في خفض رواتب المواطنين". الا أنه في تصحيحه لـ "نواياه" لم يصحح معلوماته عن أوضاع الايرادات النفطية في الموازنة.
كان على الظهراني قبل أن يتطوع بالتبرع برواتب المواطنين، الذين كان أقرب الى قلوبهم وعقولهم حين انتخبوه وأنابوه قبل ثلاث سنوات ليمثلهم في برلمانهم، وقبل أن يسعى بهذا الوضوح ليكون أقرب الى قلب الحكومة ويتطوع بتمثيلها في مجلس الشعب، أن يشد الحزام حول خصر مجلسه الذي لم يتوقف خلال عمره القصير عن المطالبات لنفسه ابتداء من الألقاب الى المزايا التقاعدية الى التأمين الصحي اضافة الى "العطايا الاستثنائية" التي يحصلون عليها.
و"العتب" لا يقع على الظهراني الذي افتقرت معلوماته للتحديث، ولكن على وزارة المالية والاقتصاد الوطني التي تلتزم الصمت... والصمت منهجا وتعلق العمل بالشفافية التي تدعيها في المحافل الدولية فهي لم تطلق تصريحا واحدا معتمدا من مسئول عن التطورات الكثيرة والمهمة التي شهدها حقل أبوسعفة والمنحة النفطية السعودية خلال العام الماضي على رغم أهمية ايراداته التي تشكل نحو 85 في المئة من اجمالي الواردات النفطية في الموازنة والتي بدورها تشكل أكثر من 70 في المئة من اجمالي ايرادات الموازنة.
فكل ما نشر حتى الآن هو جهد صحافي يحصل عليه المتابعون بشق الأنفس من مسئولين لا يؤمنون بالاتجاه "التكتمي" للجهات الرسمية فلايمانعون مد المهتمين بالمعلومات ولكن بصوت خفيض بشرط الاحتفاظ بسرية المصادر
إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "العدد 850 - الأحد 02 يناير 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1425هـ