عكفت جمعية الشبيبة البحرينية برئاسة الشاب حسين الحليبي منذ فترة ليست بالقصيرة على المطالبة بإنشاء اتحاد شبابي عام على رغم تأكيدها على أهمية إنشاء الاتحاد الطلابي. مثل هذه المطالبات لم تحظ بصدى واسع لدى الجمعيات الشبابية التي ركزت اهتمامها على إنشاء الاتحاد الطلابي واعتبرته إحدى أولوياتها ونست أنها جمعيات شبابية تهدف إلى رعاية الشباب بالدرجة الأولى وليس الطلبة على رغم تداخل الفئتين.
ومع انقضاء عام كامل تابعت خلاله مسيرة اللجنة التحضيرية لإعادة تأسيس الاتحاد الطلابي أرى أنه من الضروري أن تراجع التنظيمات الشبابية المختلفة نفسها وتدرس مقترح الشبيبة بإنشاء اتحاد شبابي عام. فمثل هذا الاتحاد من شأنه أن يكون مشروعاً أفضل بكثير من مشروع الاتحاد الطلابي لأن عوامل نجاحه متوافرة بشكل واضح وإمكانات تأسيسه موجودة بخلاف الاتحاد الطلابي الذي لا توجد تنظيمات طلابية يمكن أن تتحد وتؤسس اتحاداً عاماً فيما بينها.
هناك بالطبع تجاهل واضح لدى القيادات الشبابية بأهمية تأسيس اتحاد شبابي عام، ومثل هذا التجاهل قد آن أوان زواله، والنظر بجدية لمقترح الشبيبة الواقعي. خصوصاً وأن الإيجابيات التي يمكن أن تسفر عن الاتحاد الشبابي كثيرة منها وجود كيان قوي يضم مجموعة من التنظيمات لها قواعدها العريضة (جميع أعضاء الجمعيات الشبابية) بإمكانه أن يدافع عن حقوق الشباب والتنظيمات نفسها، بدلاً من قيام كل جمعية أو تنظيم شبابي بطرح مقترحات عامة من أجل الاستفادة من الإثارة الإعلامية المؤقتة المصاحبة لها.
ونوجه دعوة لمجلس إدارة جمعية الشبيبة البحرينية بتبني مشروع تأسيس الاتحاد الشبابي فوراً، فنشاط هذه الجمعية البارز بإمكانه أن يكون دافعاً لتبني المشروع وطرح تصورات ومرئيات جادة بشأنه كما حدث عندما طرحت الشبيبة رؤية خاصة لتجاوز المأزق الذي واجهته تحضيرية الاتحاد الطلابي خلال الصيف الماضي.
وبالطبع فإن مشروعاً مثل الاتحاد الشبابي لا يمكن أن تتدخل فيه السياسة وتتبادل التنظيمات الشبابية الاتهامات بتسييس المشروع، لأنه مشروع سياسي في الأساس. وسيخلق كياناً جديداً بإمكانه توحيد الجهود وزيادة حجم التعاون والتنسيق في العمل الشبابي البحريني. وقضية أخرى مرتبطة بنفس الموضوع، وهي ضرورة الشروع في تعاون وتنسيق واسع النطاق بين الجمعيات الشبابية بهدف تكوين أرضية مشتركة يمكن أن تساهم بشكل فاعل في وضع اللبنات الأولى لمشروع الاتحاد الشبابي. وفي النهاية فإننا نتمنى ألا يكون طرح هذا المشروع مشابهاً لما أصاب مشروع الاتحاد الطلابي عندما تحمّست التنظيمات الشبابية في البداية ولكنها سرعان ما أصابها الفتور نتيجة الخلافات المستمرة داخل اللجنة التحضيرية
العدد 843 - الأحد 26 ديسمبر 2004م الموافق 14 ذي القعدة 1425هـ