أعمى يتمنى أن يصبح طيارا!.
وأبكم يتمنى أن يصبح خطيبا بخمس لغات!.
ولص في أول مواهبه يتمنى أن يصبح رئيس دولة!.
وطفلة مصابة بالشلل تتمنى أن تصبح راقصة!.
وحفار قبور يتمنى أن يصبح أخصائي توليد!.
وجامع علب فارغة يتمنى أن يصبح رئيس مجلس إدارة لإحدى شركات المرطبات!.
وجلاد يتمنى أن يصبح وليّاً يؤم قبره الناس بعد موته!.
وعاشق يتمنى أن لا يتحسس جهة القلب لفرط ذبحته!
وشاعر يتمنى أن يصحو وقد تخلص العالم من انهياره العصبي!.
كل يشغله موضع خفقانه، العاشق ،واللص ،والشاعر، والجلاد ،والمسحوق ،وحفار القبور، ووحدها الأم التي تظل قادرة على رؤية وعكة القلب من الداخل لأنها عجنت بمائه ودمه ...هي عضلته الرئيسة!.
أي قلب يقدر على الفلتان من مواجعه؟ سوى قلب من صفيح سوى قلب لا عين له تميز بين المأتم والزفاف، بين النجمة وهوّة سحيقة، بين البشارة والنعي؟.
صاحب قلب من نوع آخر : يقرأ التوراة بحثا عن مطعم جيد في فلسطين!.
وآخر يقرأ بيانا عسكريا بحثا عن نياشين شاغرة!.
وثالث يقرأ الخريطة بحثا عن مكان لائق للتربّص بكائنات منذورة للغدر.
ورابع يقرأ وجه أطفاله فيستعيد مشاهد الإستغاثات يوم القيامة!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 839 - الأربعاء 22 ديسمبر 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1425هـ