تعرضت قناة «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني إلى هجمات فكرية مضادة من أوجه إعلامية غربية تصنف في الغالب على أنها تخضع لمعايير الرقابة التي تؤمن بالديمقراطية وحرية الفكر والإعلام. تمثل الهجوم الأول من مجلس الإعلام الفرنسي حينما قرر وقف بث «المنار» في باريس مرورا بقرار الولايات المتحدة الأميركية بإدراج القناة ضمن المنظمات الإرهابية وكان ثمرته وقف بثها على قمر غلوب سكات الذي ينقل إشاراتها إلى المشاهدين في أميركا.
التداعيات المتواترة على القناة جاءت بسبب مزاعم تشجيعها على نشر برامج تدعو إلى الإرهاب والتطرف أضافه إلى «معاداة السامية» في نقل الصورة الحية داخل الأراضي المحتلة وما يعيشه الشعب الفلسطيني من حملات الطرد والقمع اليومي إلى المشاهد الغربي وما يترتب على ذلك من عكس صورة مخالفة لما يتصورها المشاهد الغربي في وسائل الإعلام الغربية.
يشكل الإعلام في الغرب سلطة رابعة قادرة على التأثير على اتجاهات الرأي العام وآرائه في طرحه بعض القضايا ودور هذه الفئة في بلورة موقف يطغى على سلوك أمم تنهض على أنقاض أمم شاءت الأقدار فناءها بفعل قوة الرأي العام الذي استطاع أن يخضع، للأسف، إلى مطامح جماعات الضغط أو اللوبيات.
لذلك لما كانت القضية الفلسطينية ووجود القوات المحتلة في قلب مقدساتنا هي أهم اولويات القضايا المصيرية للأمة العربية كانت هناك حلقة مفرغة وفجوة امتلأت بصيحات المدعين لتحريرها بألفاظ واهية تمكنت من التغلغل في مركز صناع القرار فلم تغير شيئاً حتى آل الحال لما نحن عليه الآن في وقت تمكن الإعلام الغربي حينه من تقويض أية مساعٍ عربية لتصحيح آراء غربية اقتحمت المجالات المقروءة والمسموعة وهو ما أكده المفكر الأميركي من أصل لبناني جاك شاهين في دراسة «صورة العرب في وسائل الإعلام الغربية» ومدى علاقة العربي المسلم... بالإرهابي «عبدالله»... كأبسط صورة تنقل للمواطن في الغرب... وهذا غيض من فيض... سيل من الاتهامات
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 837 - الإثنين 20 ديسمبر 2004م الموافق 08 ذي القعدة 1425هـ