العدد 832 - الأربعاء 15 ديسمبر 2004م الموافق 03 ذي القعدة 1425هـ

وزير الدفاع الألماني في أبوظبي لتعزيز التعاون بين ألمانيا والإمارات العربية المتحدة

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

يقوم وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، منذ يوم الخميس بزيارة لأبوظبي تستغرق يومين يتفقد خلالها الموقع الذي سيعمل فيه جنود ألمان في تدريب أفراد في الجيش العراقي الجديد. كما سيعقد شتروك مباحثات مع رئيس أركان جيش دولة الإمارات العربية المتحدة وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان بالإضافة إلى لقاء مقرر مع وزير الدفاع وولي عهد إمارة دبي محمد بن راشد آل مكتوم الذي يشار إلى أنه مهندس عملية التحديث في دبي.

المسئولون في الإمارات الذين سيتحدث شتروك معهم لديهم علاقات متينة مع الولايات المتحدة وبريطانيا ومنذ العام الماضي قامت علاقات متينة بين ألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة توصف بأنها متميزة لا تجاريها علاقات ألمانيا مع بلد عربي آخر. وتقدم الإمارات دعما لوجستيا لأساطيل أميركية وبريطانية. وعلى النقيض من دول خليجية أخرى فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تعتمد كليا على الحماية العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة وبريطانيا لعدد من بلدان الخليج.

وفقا لتقرير نشرته صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» بمناسبة زيارة وزير الدفاع الألماني للمنطقة تراقب حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بقلق المجريات في العراق. وتعوق أعمال العنف المستمرة في العراق الجهود التي تعتزم دولة الإمارات القيام بها في العراق بهدف إعادة تعميره. كما يخشى المرء في دبي وأبوظبي أن تسهم أعمال العنف في العراق في تأزم الأوضاع الأمنية في منطقة الخليج وتتسبب في ابتعاد المستثمرين عنها. وتعلم حكومة دولة الإمارات أيضا أن ولاءها لواشنطن لا يحظى بقبول في أوساط الشعب الإماراتي.

وقال خلف حبتور، أحد أبرز رجال الأعمال في دبي أنه له أمنية واحدة وهي ألا يتسبب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بمشكلة جديدة للمنطقة إن كان من خلال شن حملة عسكرية على إيران أو على بلد آخر في الشرق الأوسط. أضاف حبتور قائلا: لا أحد في منطقة الخليج كان يحب صدام حسين لكن هذا لم يعد في السنوات الأخيرة يشكل تهديدا لأمن بلد آخر. وقد كتب على العراقيين اليوم أن يعانوا بصورة أكبر مما كانوا يعانونه في عهد الرئيس العراقي السابق.

كذلك نائب رئيس جامعة زايد في دبي حنيف حسن القاسمي، أعرب عن رأيه أن الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة يشعرون بعدم الطمأنينة حيال ازدياد أعمال العنف في العراق وانتشار الأمراض والفقر في مناطقه. وقال القاسمي وهو يشير إلى سياسة واشنطن في العراق إن الحرية لا تحل المشكلات كافة. المهم تحقيق العدالة وحقوق الإنسان.

في الأشهر الماضية أصبحت إيران موضوعا بارزا من موضوعات السياسة الخارجية إضافة إلى العراق. تشعر دولة الإمارات العربية المتحدة بعدم الثقة تجاه إيران وذلك منذ زمن بعيد بعد أن قامت إيران في عهد الشاه رضا بهلوي باحتلال ثلاثة جزر كانت تخضع لسيطرة الإمارات. وهناك اعتقاد شائع في الإمارات أن إيران تريد الحصول على القنبلة النووية والتسلح بأسلحة نووية لتصبح أكبر قوة في منطقة الخليج.

لكن كثيرين في منطقة الخليج لا يتفقون بالرأي مع السياسة التي تتبعها واشنطن حيال إيران. وقد سعت واشنطن خلال الفترة الماضية إلى التوقيع على اتفاقات بشأن الدفاع مع الدول الست التي تنتمي لمجلس التعاون. وتشجع واشنطن جميع دول مجلس التعاون للتكاتف تحت مظلة نووية أميركية واحدة يحميها من أي اعتداء نووي من قبل إيران. لكن دولة الإمارات العربية المتحدة بالذات لا ترغب في تبني مشروع الحماية الباهظ الكلفة وتفضل العناية بالعلاقات المتينة القائمة مع إيران ومواصلة المبادلات التجارية معها.

لكن دولة الإمارات العربية المتحدة تأمل بنجاح وساطة الاتحاد الأوروبي الرامية لإقناع طهران بالعدول عن خططها النووية وإقناع الحكومة الإيرانية بعدم جدوى تبني مواقف متصلبة. لم تصدر حتى اليوم إشارات سلبية من قبل القيادة الجديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة على إيران. وكان رئيس دولة الإمارات الجديد خليفة بن زايد قد خلف والده الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويتصف بأنه رجل واقعي. كما كان والده الراحل قد وجه انتقادات قوية لإيران أكثر من مرة مطالبا إياها بإعادة الجزر الثلاث التي تحتلها منذ عهد الشاه في العام 1971.

وكانت إيران تراجعت في ذلك الوقت عن مسعاها لفرض سيطرتها على البحرين وكان الثمن أن بريطانيا أغمضت عينها حين احتلت إيران الجزر الإماراتية الثلاث. وعلى رغم عدم حل قضية الجزر المتنازع عليها حتى اليوم، فقد قام أمير الشارقة الذي تتبع الجزر أراضيه بالتعاون مع إيران في استخراج النفط من حقل مبارك.

وتولي الصين واليابان أهمية عالية للأمن والاستقرار في منطقة الخليج بسبب اعتماد هاتين الدولتين الآسيويتين الكبيرتين بصورة كبيرة على نفط الخليج. ففي خمس بلدان في المنطقة هي السعودية وإيران والعراق والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة يوجد فيها ثلثا احتياطي النفط العالمي. تستورد اليابان نسبة 80 في المئة من نفطها من دول الخليج. وفي العام الماضي احتلت الصين المركز الثاني بدلا من اليابان. وتبقى الولايات المتحدة أول مستورد لنفط منطقة الخليج.

حتى اليوم لم تتفق حكومات الاتحاد الأوروبي على سياسة مشتركة حيال منطقة الخليج. والمعروف أن فرنسا وبريطانيا لديهما علاقات وثيقة جدا مع الدول العربية في المنطقة. وخلال الزيارة الرسمية التي قام بها المستشار الألماني غيرهارد شرودر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي تم الاتفاق في أبوظبي على إقامة شراكة استراتيجية بين ألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة من نتائج هذه الشراكة قيام جنود ألمان بتدريب أفراد في الشرطة العراقية والجيش العراقي الجديد في قاعدة عسكرية بالقرب من أبوظبي وذلك بتمويل مشترك. كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر مشتري للبضائع الألمانية بين دول العالم العربي وذلك قبل السعودية ومصر

العدد 832 - الأربعاء 15 ديسمبر 2004م الموافق 03 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً