الحوار الذي دار أثناء انعقاد المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية الذي اختتم أعماله أمس الاول كان نوعيا من كل جانب، ولاسيما ان أكثر من 500 مصرفي ومهتم بالخدمات المصرفية الإسلامية شارك في النقاشات المعمقة التي طالت التزام العمل المصرفي بارشادات «باسل 1» وكيف انها تواكب متطلبات «باسل 2»، وكيف ان المصارف الاسلامية تمكنت من تثبيت موقعها بينما العالم كان يمر في أحلك الظروف، وكيف ان البحرين استفادت - ولم تخسر - من أجواء مابعد الحادي عشر من سبتمبر / ايلول 2001 لان الجهات المختصة اكتشفت الرصانة التي تتمتع بها البحرين في مجال العمل المصرفي في الوقت الذي نزحت أموال اسلامية من اميركا الى المنطقة.
المؤتمر السنوي يعقد في البحرين، لان بلادنا تضم أكبر عدد من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في العالم ويبلغ 26 بينما ارتفعت الموجودات فيها إلى نحو عشرة مليارات دولار في نهاية العام 2003 للسنة الحادية عشرة على التوالي.
شركة ماكينزي وشركاه للاستشارات الاستراتيجية العالمية أعدت تقرير عن المنافسة وهو أول برنامج بحث عالمي يشتمل على تقييم لأداء المصارف الإسلامية الكبرى وتحليل مقارن للارتباط بين الاستراتيجية والأداء الفعلي، وتطرقت ماكينزي في التحليل إلى أهم مؤشرات الأداء مثل الربحية والسيولة وجودة الأصول والتحديات التي تواجهها المصارف الإسلامية، وكشفت عن الجوانب المشرقة والناجحة في هذا المجال الحيوي.
المحاور الذي أدار النقاش كان الصحافي البريطاني الشهير تيم سيباستيان الذ ي أضاف إلى أجواء المؤتمر حيوية بطريقته التي يستخدمها في برامجه التلفزيونية لاسيما برنامج «هارد توك» في البي بي سي.
المؤتمر سبقته ورشة عمل لمدة يوم واحد شارك فيها متحدثون ومحاضرون من «برايس ووترهاوس كوبرز» و «ماكينزي» و«جوك فيها لدمان ساكس انترنشيونال» ومؤسسة نقد البحرين ودار المال الإسلامي ومؤسسة الصناديق الشرعية والتكافل الدولية والبنك الأهلي التجاري السعودي ومرفأ البحرين المالي وموجوعة سامبا المالية وبنك الشامل و«إيرنست اند يونغ» و«ميسيس للخدمات المصرفية» و«نورتون روز»، وجميع هؤلاء لديهم من الخبرات والدراسات التي تعزز الرؤية الحالية التي تنظر الى مستقبل المصارف الاسلامية بكثير من التفاؤل.
المؤتمر ناقش مختلف الأمور التي تساعد على تطوير ونمو العمل المصرفي الإسلامي في العالم والتحديات التي يواجهها وخصوصاً بعد الحوادث التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة وخصوصاً الهجوم على الولايات المتحدة الأميركية، وقال بعض المحاضرين إن العالم الإسلامي يحتاج إلى التواصل عبر عدة قنوات مع الدول الأخرى وجعلهم يفهمون الصيرفة الإسلامية حتى يمكنهم من دخول أسواقها إذ تشير أرقام إلى أن 64 في المئة من الأميركيين يفضلون إجراء معاملات مع الدول العربية والإسلامية في الوقت نفسه قال 25 في المئة أن إجراء معاملات مع الدول العربية ليس في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية.
الاخبار أعلاه نود ان نكرر ذكرها لكي نستحضر جانبا مهماً من نجاح تحقق بفضل الجهود التي بذلت في هذا المجال ونتج عنها قطاع متطور يعتمد في موارده البشرية على 75 في المئة من البحرينيين، وهؤلاء لديهم مستوى معيشي يناسب ما يطمح اليه البحريني اليوم، وهو نجاح نأمل ان يتوسع ليطول القطاعات الاخرى
العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ