لا يستطيع الآباء ان يستفيدوا من نتائج افعال ابنائهم المراهقين لتنمية روح المسئولية والاستقلال في نفوسهم إلا اذا كان اسلوب تربية الآباء لابنائهم غير قائم على التسلط أو التساهل... لأن استخدام هذه النتائج مع هذين الاسلوبين سينتج عنه اضطراب علاقات هؤلاء الآباء بابنائهم وصراع بينهم على تطبيق قواعدهم التي يضعونها لابنائهم المراهقين بل احيانا سيصل بالابناء الأمر الى التمرد والعصيان... وذلك بسبب عدم تحديد الآباء لنوع عقابهم ومدته وتوفيرهم المعلومات عن هدفهم من استخدام هذه النتائج الناتجة عن ارتكاب ابنائهم لاخطائهم من أجل تطوير سلوكهم.
ويحدث عكس ذلك عند استخدام الآباء لنتائج افعال ابنائهم المراهقين بطريقة ديمقراطية... لأن الآباء سيتخلصون من عنصر الصراع... وهم يدربونهم على الاستفادة من نتائج افعالهم السلبية لتطوير سلوكهم... لانهم سيوفرون لهم فرصاً ثمينة ليتعلموا من اخطائهم... سيعلمونهم ما معنى المسئولية لانهم سيحاسبون على اختيارهم لحل مشكلاتهم وسلوكهم الذي سيطبقونه لحل مشكلاتهم وممارسة هذه الطريقة في التعامل مع نتائج افعالهم مستقبلاً إذ إنهم سيجدون من خلال المعاملة الديمقراطية التي يجدونها من ابائهم صدراً رحباً للاجابة على تساؤلاتهم وقيادتهم لما يكتشفونه من حولهم.
والان نأتي الى تحديد نوع نتائج افعال الابناء التي يمكن للآباء استخدامها ليعلموا ابناءهم... الواقع انها لا تخرج عن النتائج الطبيعية والمنطقية... وهي مفيدة لحل أية مشكلات متعلقة باداء الواجبات المنزلية والمدرسية... وما يتعلق بحرمان الابناء من حرية أو امتياز يتمتعون به قبل ان يرتكبوا ما ارتكبوه من تصرفات سيئة.
والمواقف التي يصلح فيها النتائج الطبيعية هي التي تتعلق بافعال سلبية يرتكبها الابناء المراهقون ويأتي العقاب للابن كنتيجة طبيعية لها فيعاقب الابن بعقاب يتناسب مع نوع ما قام به من خطأ.
فمثلاً اذا تجاهل ابراهيم يوم الثلثاء الذي حددته والدته للغسيل وجاء بقميصه لتغسله بعد ذلك الموعد خلال الأسبوع... فانها لن تقبله كنتيجة طبيعيه لتجاهله قاعدة وضعتها في البيت عن موعد غسيل ملابس أطفالها... وعليه ان يغسله بنفسه عقاباً له... أو الانتظار الى الثلثاء المقبل، وبهذه الطريقة الحازمة يتعلم الابن ان هناك قواعد في البيت عليه الالتزام بها والا سيتحمل النتيجة الطبيعية لعدم التزامه فورا... وهذا يعلمه الحزم والالتزام في حياته الدراسية والعملية عندما يعمل مستقبلاً.
اما استخدام الآباء للنتائج المنطقية لتحسين سلوك ابنائهم... فهو صالح للتصرفات العدائية التي تخالف القواعد الاجتماعية... وهي تمنح الابناء رسالة واضحة ومحددة ان هذه التصرفات غير مقبولة منهم وعليهم عدم تكرارها... وتعليمهم التصرفات الصحيحة وكيفية استخدامها لتكون جزءاً من تصرفات الابناء فيتعلمون ما هو الاحساس بالمسئولية نحو الآخرين في مجتمعهم.
عادل وسامي شقيقان مراهقان استخدم والداهما نتائج افعال ابنائهما المنطقية ليدعما قواعدهما في البيت.
قام الوالدان بحرمان عادل من ان يظل مع اصدقائه كما تعود الى الساعة الحادية عشرة ليلة الاجازة ويعود الساعة العاشرة مساء لانه لم يعد الساعة الحادية عشرة مساء تلك الليلة وانما الساعة الثانية عشرة مساء... وعقابة ان يأتي الساعة العاشرة مساء جاء كنتيجة منطقية لهذا التصرف المتعمد المخالف لقاعدة وضعها كل من الوالدين معاً (اشدد على كلمة معاً)... لان الاختلاف بين الوالدين يفسد العملية التربوية كلها ويعدم فائدتها.
وكما طبقنا ذلك من قبل على الاطفال نطبقه على الكبار ولا نفرق بين المعاملتين إلا في الوقت المحدد للعقاب... لان المراهقين بحاجة الى وقت اطول نسبيا من الصغار الذين كما ذكرت في الحلقات السابقة... يتطلب عقابهم ألا يزيد في اقصاه عن نصف ساعة أو ساعة. ولا يتطلب العقاب بالنسبة لأية نتائج منطقية للتصرفات السيئة ان تكون المدة طويلة وانما حسب نوع الفعل ولا يكون مبالغ فيه... وانما يحقق الفائدة منه في تطوير شخصية المراهق.
اما اذا كان الآباء متسلطون على ابنائهم ويريدون ان يغيروا طريقتهم الى التعامل الديمقراطي الحازم ويريدون استخدام النتائج المنطقية في تعديل سلوكهم السلبي فإن العقاب يجب ألا يطول عن يومين أو ثلاثة أيام... بالنسبة لحرمان المراهق من هاتفه مثلاً لعقابه في أمر خالف فيه قاعدة اساسية في البيت. اما بالنسبة للآباء الذين كانوا متساهلين مع ابنائهم المراهقين من قبل ويريدون تطبيق النتائج المنطقية فإن عليهم تطويل أو تشديد العقاب مثلما حدث لمحمود عندما جاء متأخرا عن موعده... وأصبح والده يحرمه من نصف ساعة فقط من الوقت المحدد له وعندما لم يفد ذلك العقاب معه حرمه من الخروج لمدة أسبوعين لكي يدرك انه جاد في ما حدده له وكان له تأثير جيد في تحسين سلوكه.
إن التربية فن بحاجه الى العلم باصول التربية الصحيحة وسواء علمنا بها من خلال تراثنا العربي والإسلامي أوجاءت في كتب خبراء التربية العرب أو الاجانب في العصر الحديث... فإن علينا كآباء ان نختار ما يتناسب مع مجتمعاتنا وعاداتنا وتقاليدنا ونعمل على تطبيقه لأنه في النهاية سيعود بالفائدة على شخصيات ابنائنا المراهقين
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ
انا مراهقة
في الحقيقة انا مراقة في 15 سنة لا احد يفهمني احب عمل كل ما يعجبني و عائلتي تمنعني.الله يفرج عليا شكرا على الموضوع و ارجو ان توضحوا اتياجات المراهق اكثر ok.good buy