استغرب مرزوق عندما سمع ان اثنين من الاخوان من أبناء الاثرياء لديهما خلاف بشأن ما اعطاهما اياه والدهما على رغم انهما في سن صغيرة... فأحد الاخوة «زعلان» لأن الوالد اعطاه عمارة واحدة فقط باسمه، فيما اعطى أخاه عمارتين... وتحدث مرزوق مع صاحبه...
مرزوق: سمعت... شاب صغير زعلان لأن والده أعطاه عمارة واحدة فقط واعطى اخاه عمارتين... بينما «يتهاوش» أولاد الفقراء على «روبية» أو «روبيتين»...
صديق مرزوق: انته قديم... بعض الناس لا تتكلم الآن لا عن روبية ولا عن روبيتين أو عمارة أو عمارتين...
مرزوق: وعن ماذا تتكلم إذاً؟
صديق مرزوق: الآن الأولاد والبنات وأعمارهم دون الخامسة عشرة يزعلون على ساحل أو ساحلين... مليون قدم مربع أو مليونين... مجمع أو مجمعين... جزيرة أو جزيرتين... انته وين؟
مرزوق: يعني هناك من عمره دون الخامسة عشرة ويملك أموالاً لشراء سواحل ومجمعات وجزر وعمارات وأراضٍ...؟
صديق مرزوق: أنا ما قلت إنه يشتري...
مرزوق: اذاً... شلون يقدر يحصل على كل هذه الثروات؟
صديق مرزوق: أولاً... كل شيء بالمجان... ولكن المجان لا يذهب إلا إلى من يستحق المجان.
مرزوق: يعني ماذا تقصد يستحق المجان؟
صديق مرزوق: هناك ناس تملك أراضي وسواحل وهي لا تعلم بعدُ بذلك.
مرزوق: اذاً؛ أين البرلمان عن كل هذا؟
صديق مرزوق: بعض اعضاء البرلمان مازال ليس لديه ثروات مجانية مثل غيره من الناس العاديين، ولذلك فهناك «مقترح برغبة» ان يتم توزيع ما تبقى من الاراضي (يعني عشرة في المئة من مساحة البحرين) على أولاد أعضاء البرلمان هدية مجانية تقديراً لعملهم غير المجان.
مرزوق: ولكن ماذا سيبقى بعد أن يأخذوا العشرة في المئة المتبقية؟
صديق مرزوق: أوه هناك الكثير... هناك الآن مدافن الديلمونيين في عالي وهناك فشت العظم وفشوت مفششة كثيرة، وستتم تفشيتها بردمها ردماً توبلياً...
مرزوق: ماذا تقصد بالردم التوبلي؟
صديق مرزوق: شوف كان يا ما كان في قديم الزمان خليج يسمى باسم «توبلي» يحتوي على كل أنواع أشجار القرم والسمك والروبيان... وأسراب النورس والطيور تحل عليه من الشمال إلى الجنوب في مواسمها... والجمال تذهب إلى ساحل الخليج وتمد «رقابها» لتأكل من خيراته الممتدة فوق سطح الماء... هذا كان أيام زمان قبل اكتشاف وتشغيل «الردم التوبلي».
مرزوق: فهمت... أرجوك توقف... انني ذاهب إلى مستشفى السلمانية المجاني لأموت بالمجان
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 819 - الخميس 02 ديسمبر 2004م الموافق 19 شوال 1425هـ