من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة بدء ورش العمل لمناقشة ما توصل إليه فريق عمل الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالشباب التي تعكف عليها المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وأعتقد أنه قد حان الوقت لكي تثبت الجمعيات الشبابية اهتمامها بالشباب وتبتعد عن المطالبات التي عادة ما تنشرها في بياناتها.
فمثل هذه المطالبات كما ذكرت سابقاً أصبحت تعطي صدى إعلامياً محدود الوقت سرعان ماتزول بعده، وإذا استمرت الجمعيات على منهج إصدار البيانات من دون العمل فإنه سيأتي الوقت الذي يرى فيه الشباب جمعياتهم غير فاعلة وكل ما تقوم به مجرد بيانات ومطالبات غير واقعية.
وإذا كانت هناك مطالب ورغبات من وراء مشروع الاستراتيجية فإنه لابد أن يقوم الشباب بالمشاركة فيه في جميع مراحله لا أن تكون المشاركة محدودة ولوقت معين، ثم يتم انتقاد هذا المشروع لدواعي ذاتية. فالوضع الشبابي في البحرين أصبح دقيقاً اليوم، ولابد من تغيير النهج السابق، والقدرة الحالية التي تمتلكها إدارات الجمعيات ينبغي ترشيدها والاستفادة منها في برامج مدروسة ومخطط لها بحيث تحقق نتائج مستقبلية. وأستطيع التدليل بذلك على افتراض قدرة إحدى الجمعيات على تنظيم سلسلة من الفعاليات والبرامج والمؤتمرات في الوقت الذي لا تمتلك فيه مقراً أو موازنة. فترشيد القدرة مهم حالياً وينبغي الاهتمام به. وعودة إلى موضوع الاستراتيجية الذي يجب أن يستمر دور الجمعيات الشبابية فيه سواءً شاركت في هذا المشروع أو تحفظت عليه منذ البداية، لأن مقاطعتها للورش سيجعلها تخسر الكثير في حين سيجني آخرون الكثير، وخصوصاً أن مشروع الاستراتيجية واحتمالات تنفيذه قائمة بشدة وواضحة للجميع. وإذا قاطعت الجمعيات الورش والفعاليات الأخرى فكيف ستتعامل مع الاستراتيجية عندما يتم تنفيذها وإصدار بعض التشريعات بشأنها وأعضاء الجمعيات هم جزء من الجمهور المستهدف بالتأكيد
العدد 815 - الأحد 28 نوفمبر 2004م الموافق 15 شوال 1425هـ