العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ

مرجعية السيستاني وخطورة التعدي عليها

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

اتصلت بي قناة «الفيحاء» العراقية التي تبث برامجها من دولة الإمارات العربية أمس، وراحت تسألني عدة أسئلة عن طبيعة المجتمع البحريني وقراءته للواقع السياسي... تكلمت كثيراً عن الموضوع من موقع تحليلي الشخصي، وركزت من خلال المقابلة على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين البحريني والعراقي على المستوى الرسمي والشعبي وزيارة الأمير الراحل الشيخ عيسى آل خليفة للمرجع السيد محسن الحكيم وزياته لكربلاء، كما أن ابتعاث جلالة الملك سفير البحرين في بريطانيا لزيارة السيد السيستاني في لندن للاطمئنان على صحته يعطي الصورة الرسمية الواضحة لموقف مملكة البحرين، ووجود السفارة العراقية في البحرين يحمل دلالات واسعة، وبعد سقوط «الطاغية» أصبحت المملكة مكاناً لالتقاء الوفود العلمائية الكبرى في العراق من أبناء الحكيم وقيادات بارزة كانت في المعارضة كالسيد محمد بحر العلوم، والتي تُستضاف رسمياً في البحرين.

هذه المؤشرات تعطي صورة واضحة للإيقاع السياسي المنفتح للبحرين والذي نتمنى استمراره. إن حضور ممثل السيد السيستاني في الخليج السيد المهري إلى البحرين حديثاً يحمل أيضاً دلالة واضحة للإيقاع الجميل والمنفتح للشعب البحريني.

مقال المفكر البحريني مستشار جلالة الملك محمد جابر الأنصاري والمنشور بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، كان مقالاً قيّماً ويدل على أن الرؤية تجاه العراق مازالت تحظى برؤية منطقية. يقول الأنصاري: «نعم ليس هذا سهلاً... ولكن الأصعب منه الاستمرار وراء منطق أو لا منطق الصراع الدموي الأعمى إلى آخر مواطن عراقي. ولابد من الإشادة في هذا الصدد، مراراً وتكراراً، بموقف آية الله العظمى علي السيستاني الذي يحمل فقهه النيّر بشارة التقدم السياسي ليس للعراق وحده».

وقلت إننا نحب السيد السيستاني، وهنا الكثير الكثير ممن يرجعون إليه في الفتوى وهو محل تقدير لدى الجميع. وإن الصورة التي قدمتها إحدى المتباكيات على صدام لا تمثل الصورة الحقيقية لكل البحرينيين، فهناك قطاعات واسعة تتمنى الاستقرار للعراق. للأسف الشديد إن هذا التباكي المفتعل من مثل هذه الكاتبة سيكون وقعه كبيراً إذا علم أن وراءه من يشجعه هنا أو هناك من أي متباكٍ على صدام، لهذا ينبغي للقواعد الشعبية أن تحذر من اختلاط الأوراق بين الشعارات المرفوعة؛ لأننا قد نوصل رسائل خاطئة للمرجعية الرشيدة من حيث لا نشعر، وقد نساهم في ضرب المجتمع العراقي من حيث لا نعلم. لهذا لابد من الاطلاع على أدبيات وأطروحات السيد السيستاني لنفهم الإيقاع جيداً، لأن موقف السيستاني يجنب العراق مزيداً من المذابح وموقفه موقف واضح، وهو يحمل «بشارة التقدم السياسي ليس للعراق وحده» على حد وصف الأنصاري.

لهذا ينبعي على المجتمع بمؤسساته وعلمائه ألا يقبلوا أي تطاول على السيد لأن المرجعية جزء من تكويننا الفقهي، فيجب أن تحترم قناعاتنا وثوابتنا، واحترام خصوصية بعضنا مسألة مهمة.

وأما عن مسألة الدعوة إلى الجهاد في العراق، فالمسلمون جميعاً مختلفون في ذلك، وهناك مرجعيات لكل الأطياف الإسلامية ممتدة على طول البصر في الخليج والعالم الإسلامي، وأمنيتنا أن يكون هناك موقف موحد بين القلاع الإسلامية، موقف واحد بين الأزهر والمدينة والنجف وبقية الدول، وهذا ما لا يمكن حدوثه، إذ يجب ألا نزايد على العراقيين أو على السيد في ذلك.

أمنيتي أن تدخل كل الأطياف الانتخابات، حتى لا تضيع الامتيازات، فالعراق لكل العراقيين والعراق تبنيه الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية. الأميركان يريدون أن يخلقوا الفتنة الطائفية، فيجب أن ننبه الناس إلى ذلك.

ختاماً أقول: إن موضوع المرجعية موضوع حساس لدى قطاع كبير من الناس في المجتمع البحريني، فيجب الانتباه إلى خطورة التعدي بالسب أو الكلام البذيء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً