بدا لبعض القراء أن منطقة شهركان التي زارها وزير البلديات أمس هي المنطقة الوحيدة التي تغرق في الأمطار حتى ولو كانت لدقائق معدودة.
غريب أن ينتبه المسئولون إلى شهركان مرة وإلى المقشع مرة أخرى من دون أن يلتفتوا إلى أمر محسوم ومؤكد هو أن كل قرى المحافظة الشمالية - التي هي أكثر المحافظات كثافة سكانية - ترزح تحت أحوال خدماتية سيئة جداً كأقل ما يقال عنها، فلا شوارع مبلطة ولا شبكات للمجاري إلا فيما ندر في تلك القرى على رغم أن الشوارع الرئيسية في المحافظة جيدة، بل ان تقييمها يصل إلى أنها ممتازة لكن هل ينفع المواطن أن تكون الشوارع الرئيسية مزينة بأجمل الأشجار وبأحلى اللافتات من دون أن تصل أية خدمة حقيقية ضرورية إلى منطقته.
الأجانب - ولديّ صديق منهم - حينما يدخلون القرى ينبهرون ويبدون استعجابهم واستغرابهم الكبير ويقولون: «كأنها دولة ثانية وليست البحرين، إنها إحدى مناطق جنوب افريقيا، وليست منطقة في البحرين».
فالجميع يعلم أن المسئولين يهتمون اهتماماً كبيراً بمظهر الشوارع الرئيسية أو تلك الشوارع الفرعية التي توصل إلى منازل المسئولين في المملكة أو السفراء... وأتساءل هنا أيهما أهم أن نرصف شارعاً من أجل أن في نهايته منزلاً فخماً لمسئول ما، أم نرصف شارعاً آخر يستفيد منه أكثر من 5000 مواطن في كل قرية؟!
أما آن للمواطن أن يشعر بأنه حقاً في دولة تناهض التمييز في خدماتها فتصبح كل شوارع البحرين متشابهة، وكل منطقة في البحرين تصلها الخدمات ذاتها؟ أرجو ألا يكون هنالك مصطلح غيرمعلن في الوزارات الخدماتية وهو مصطلح «القرى المنسية» في قبال مصطلح «المناطق المهمة»
العدد 812 - الخميس 25 نوفمبر 2004م الموافق 12 شوال 1425هـ