تشير النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأميركية إلى تقدم الرئيس الجمهوري الحالي جورج بوش على منافسه الديمقراطي جون كيري.

بعد أربعة أعوام قضاها بوش الذي يعد الأكثر تطرفا في تاريخ الولايات المتحدة في الحكم، أصبح العالم اليوم أكثر قلقا من أي وقت مضى مع إعادة انتخابه التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى. من الواضح أن الرئيس الأميركي بسياسته الخارجية أفقد الولايات المتحدة الكثير من احترام العالم، إذ جعل أجندته مرتكزة على عامل واحد هو محاربة الإرهاب حتى شعر الاميركيون بأنهم مهددون ولفت نظرهم بعيدا عما يحدث في الداخل.

إن هذه السياسة وخصوصاً الحرب ضد العراق كانت تهدف إلى تحقيق مصالح أصدقائه الأغنياء مثل أقطاب النفط ومنهم نائب الرئيس ديك تشيني وصناع السلاح، كما أنه لم يفعل شيئا لتحقيق تقدم في مسيرة السلام في الشرق الأوسط. هذه الأمور أصبحت جلية لدى الناخب الأميركي لذلك فإن عملية إعادة انتخاب بوش تعني أن الشعب الأميركي موافق على كل ما ارتكبه من أخطاء تماماً كما اختار الإسرائيليون أرييل شارون ويكون بذلك قد اختار طريق المواجهة على جميع الجبهات؛ فلاشك ستحتدم الحرب في العراق بما أنه يهدف إلى عدم سحب القوات الأميركية في المدى القصير ويريد أيضا التأثير في الانتخابات العراقية المقبلة بحيث تكون الحكومة العراقية موالية له. وسيستمر بوش في دعم «إسرائيل» وتأييد السياسات الرعناء لشارون وبذلك يتأخر وعده للفلسطينيين بقيام دولتهم المستقلة جنبا الى جنب الدولة العبرية في العام 2005 الأمر الذي يدفع الفصائل الفلسطينية الى تصعيد مقاومتها للاحتلال. ولا ننسى هنا تنظيم «القاعدة» الذي يعد العدو اللدود لأميركا فقد توعد على لسان زعيمه بن لادن الأسبوع الجاري بأنه «إن عاد بوش للحرب سيعود (تنظيم القاعدة) إلى الهجمات الإرهابية» أي كلما واصل بوش الحروب كلما أصبح العالم أكثر خطراً