العدد 787 - الأحد 31 أكتوبر 2004م الموافق 17 رمضان 1425هـ

العنف محرّم شرعاً وعقلاً

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

عمليات الحرق التي حدثت عمليات مدانة وغير مبررة وهي لن تقودنا لا إلى تحقيق مطالب ولا إلى تغيير واقع، بل على العكس سترجعنا إلى الوراء، وانا هنا اهيب بالاهالي والمواطنين سنّة وشيعة بالتنديد لما حدث وعدم قبوله بل واعلان البراءة من هذه الاعمال المشبوهة فهي تضيع كل شيء وسترجعنا إلى نقطة الصفر فلا العلماء قابلين بذلك ولا الجمعيات ولا مؤسسات المجتمع المدني فالكل يتبرأ من هذه الاعمال لانها ضد مصلحة الناس قبل ان تكون ضد مصلحة الحكومة وهي ستعقد الامور بدلا من تسهيلها. العبث بالأمن مرفوض شرعاً وعقلاً ولا مجاملة في ذلك وليس هنالك في المجتمع مَن هو على استعداد للدخول أو التصفيق لهذه الحرائق وهنا يجب على المجتمع ان يقف موقفا شرعيا وطنيا واضحا للتنديد بمثل هذه الافعال لانها ليست لصالح المجتمع وكذلك الدولة وكذلك الوطن، والسؤال يقع هنا: هل حرق سيارات الأمن سيخفف ظواهر الفساد الاداري والمالي أم سيضاعفه؟ هل عمليات الحرق ستزيد من مشروعات الخدمات الاسكانية أم ستزيلها؟ هل سترفع من سقف الحرية أم ستسقطه؟ هل ستفتح محاكم عادلة وتنتج قضاء عادلا أم ستكرس قضاء عسكرياً؟ هل ستنتج قوانين عادلة أم قوانين على هيئة قوانين أمن الدولة؟ هؤلاء من حيث لا يشعرون يوجدون تبرير القمع ويفتحون الباب الواسع لعودة كل الرجالات الذين سجنوا البلد سنين في قفص أمن الدولة. من يراهن على الغرب مخطئ. من يراهن على منظمات حقوقية مخطئ، من يراهن على دعم دول عربية مخطئ، من يراهن على الحماس والميكرفون مخطئ. هذه البطالة والفقر لن يجدا حلاً الا بالدخول في المؤسسات وتكوين لوبيات سلمية تضغط باتجاه تحقيق ولو جزء من المطالب. كلنا ندعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن السؤال: هل هذه الطرق ستوصلنا إلى العدالة أم سترجعنا؟ القضية ليست قضية تنفيس. كثير منا تحول إلى طنجرة بخار. ولكن السؤال: وماذا بعد ذلك؟ يجب أن نقف طويلاً امام نصائح المفكرين والفقهاء ورجال السياسة «العنف لا يحقق المطالب» «العنف يخرب البلاد» «العنف يدمر المكتسبات ويسد آفاق التغيير»، التراكمات والاحتقانات لا يزيلها العنف بل يزيدنا على الاحتقانات احتقانات، وفكروا جيدا في مقولة غوستاف لوبون «الحرب يبدأها الاغنياء ويكون وقودها الفقراء وهم اقل حظوة ساعة توزيع الغنائم»... بعض المتمصلحين ممن يؤججون الوضع ويريدون ايقاع الوقيعة والوشاية بين السلطة والمجتمع من المتسترين ممن لا تاريخ وطني لهم يريدون ان يورطوا الرجالات المخلصة والشخصيات ذات التاريخ النضالي ومؤسسات المجتمع المدني، يريدون خلق الفتنة لمصالح خاصة. لا تقبلوا ان تصبحوا مادة دسمة للمتسلقين. كفاية دفع فواتير بالمجان. الكل يقدر حجم الألم وكلنا نسعى إلى تخفيفه عبر المطالب السلمية ولكن اي ارباك سياسي واي نكسة امنية ستكون لغير صالح المواطنين الشرفاء. اهيب بالاهالي والمواطنين في القرى والمدن أن يقفوا صفا واحدا مع موقف العلماء والجمعيات ورجالات الوطن بالحفاظ على الأمن وعلى رجال الأمن وعلى الوطن وألا يقبلوا بأي موقف لا مسئول. إن أمن المملكة من أمن المواطنين. علينا أن نحافظ على هذا الأمن وألا نسمح لأي متسلل في صفوف الناس بخلق الفتنة. ان كسر موقف الاجماع الوطني والقرار المتفق عليه وطنيا لن يخدم أحداً بل سيكون سابقة خطيرة وعلى الجميع ان يراجع طبيعة الاشكال ولماذا يحدث هذا؟ وتذكروا قول الإمام علي (ع) في الحركة التي خرجت في المدينة إذ قال: «استأثر فأساء الإثرة وجزعتم فأسأتم الجزع»

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 787 - الأحد 31 أكتوبر 2004م الموافق 17 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً