غير معروف بعد أين وصل مشروع موسوعة البحرين التاريخية. وهناك مخاوف من أن يكون المشروع قد توقف، بعد ضغوط مارسها بعض من يعتقدون أن التاريخ ملك لهم. وبحسب تصريحات لوزير الدولة السابق محمد حسن كمال الدين، الذي يرأس لجنة إعداد الموسوعة، أدلى بها لـ «الوسط» في يونيو/ حزيران 2003، فإن إعداد الموسوعة (ثمانية مجلدات، كل مجلد 500 صفحة) سينتهي في نهاية العام 2004، وها هو العام قد أوشك على الانتهاء من دون أن يلوح في الأفق ما يؤكد أنها سترى النور قريباً. بل وكان كمال الدين أعلن أنه «تم الانتهاء من إخراج المجلد الأول بشكل جيد، ويتوقع أن يطبع في غضون شهر بعد أن تتم الموافقة عليه من الديوان الملكي، وسيباع في الأسواق» في صيف العام الماضي، وهو ما لم يحدث طبعاً.
كمال الدين أوضح أيضاً أن المشروع بدأ بتكليف شخصي من سمو رئيس الوزراء، وأن هدفه إعداد أول مؤلف تاريخي شامل يتضمن تأريخ البحرين منذ عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى التاريخ الحديث بشكل موضوعي علمي ومحايد.
وفي الواقع، لا يبدو أن التوقف، إن حصل، تم بسبب قلة معلومات أو تجهيزات، إذ قال كمال الدين إن 95 في المئة من المادة التاريخية متوافرة، وإن فريقاً مكوناً من سبعة مؤلفين يرأسه مدير إدارة المكتبات منصور سرحان، يشتغلون لإنجاز الموسوعة، فضلاً عن عدد من الخبراء العرب. عموماً، هذا التكتم ليس جديداً، وكانت «الوسط» أثارت الموضوع قبل أكثر من عام، وجاء رد كمال الدين ليؤكد صحة الخبر، وأن سبب عدم نشر المعلومات، حينها، هو الحرص على عدم «المباهاة»... بيد أن التكتم عاد من جديد، وأرجو ألا يعتبر ذلك لعدم المباهاة أيضاً، إذ يمكن أن توضح الصورة للناس، وأن يفخر القائمون بإنجازهم، فهذا من حقهم، وخصوصاً إذا كانت الكتابة ليست مدرسية الطابع
العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ