العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ

هل يفعلها مجلس بلدي الوسطى!؟

محمد حسن العرادي comments [at] alwasatnews.com

حين تتأمل الحوارات الكثيرة والجدال العقيم بشأن مشروع خليج توبلي وكيف أن الزحف العمراني ومخلفات المصانع المقامة على شواطئه تهدده يومياً بالزوال وتهدد الأسماك وأشكال الثروات البحرية كافة في مياهه بالاختناق والتدمير، يلح عليك السؤال: هل أن ما يجري كله مخطط له أم هو نتاج الإهمال وسوء استغلال السلطة؟

وقبل أن تجد إجابات شافية لهذه الأسئلة تطل عليك علامات استفهام من نوع آخر... هل تقوم الجهات المعنية بدورها بالحفاظ على هذا الخليج كما يجب؟

وعندما تبدأ في تتبع الخيوط للتوصل إلى تحديد من تقع عليه المسئولية، ينفتح أمامك باب آخر اكثر اتساعاً، فتقف فاغراً فاهك مشدوهاً لهذا التكالب وهذا التنسيق غير المنسق بين الأطراف كافة بما في ذلك المواطنون أنفسهم مهما اختلفت مستوياتهم الاجتماعية، أليسوا هم من يسكن هذه البيوت والفلل التي تقام على أنقاض خليج توبلي؟

في دراسة قيمة أعدها الباحث عبدالحميد عبدالغفار عن خليج توبلي وأصدرتها جمعية العمل الوطني الديمقراطي يظهر حجم الكارثة بشكل جلي وخصوصاً عندما يركز الباحث على أشجار القرم التي تعتبر الملاذ الأكبر للأسماك والطيور البحرية وهي تتصلب أمام سيل المخلفات الصناعية التي تصبها في الخليج المصانع المقامة على جوانبه.

وعندما تستعرض الدراسة مقارنة بين جزيرة النبيه صالح الواقعة في منتصف الخليج قبل 50 عاماً تجدها جزيرة خضراء لا يكاد تراب أرضها يبين من كثرة النخيل ومختلف أنواع الأشجار والنباتات حتى تكاد تسأل نفسك: هل حقاً كانت البحرين بهذا الشكل، لكن تعجبك، واستحسانك وشدة فرحك كلها تزول في لحظة واحدة وكأنك فقدت أحد أحبائك حين تقدم الدراسة صورة أخرى لجزيرة النبيه صالح في العصر الحديث.

تكفكف دموعك التي تنحدر على وجناتك من دون أن تشعر، وخصوصاً وأنت ترى الصورة بالمقلوب، حين تفتش عن البقع الخضراء في ا لجزيرة فلا تكاد تراها!

هكذا كان حال غالبية السواحل المطلة على خليج توبلي، مياه نقية وأشجار نخيل باسقة وشامخة، لكنها اغتصبت بفعل فاعل ليس مجهولاً على الدوام.

وحين تلملم نفسك وتعود إلى لغة الأسئلة تجد نفسك، معنياً بخليج توبلي كأنه أحد أبناؤك وقد تعرض للأذى، تهب واقفاً تبحث عمن ينصفك ويهدئ من روعك فلا تجد أذناً تسمع ولا عيناً ترقب فيك إلا ولا ذمة.

حينها تدرك أن زمن انتظار العون قد ولى، وانك مطالب بالاعتماد على نفسك، تشحذ عقلك وتشغله بالتفكير والبحث عن حلول فتلمع في ذهنك الكثير من الأفكار والأحلام التي تدغدغ خيالك وجنوحك الدائم ورغبتك التواقة للشعور بالأمان والأمل.

ترى هل يمكن أن يحول خليج توبلي إلى محمية طبيعية فعلاً وليس مجرد أقوال... ربما! هل يمكن أن يكون هذا الخليج بحيرة سياحية يقصدها المواطنون والزوار على السواء ليتنفسوا منها هواءً نقياً بعيداً عن ملوثات المصانع... لم لا؟

هل من المناسب أن يقوم مجلس بلدي الوسطى بالدعوة إلى إقامة كورنيش حول خليج توبلي يوقف الزحف العمراني والتعديات على الخليج ويساهم في تحويله إلى بحيرة سياحية ومحمية طبيعية وممشى رياضي ومتنفس للزوار... وذخيرة للأجيال القادمة... في تلك اللحظات يكبر الأمل لديك وتتسع حدقة عينيك وأنت ترى هذه الصورة التي تحلم بها مرسومة أمام ناظريك... فنقول نعم، المجلس البلدي يمكن أن يفعلها!

المجلس البلدي تم اختياره وانتخابه من قبل المواطنين بإرادة شعبية وثقة كبيرة في أنه سيحمل همومنا ويحقق جزءاً من أحلامنا في بيئة صحية وخدمات بلدية متميزة. تأخذ الموضوع إلى مجلس بلدي الوسطى وتقول لهم الكرة الآن بين أقدامكم فمتى تجيدون التسديد على المرمى؟ وهل نجد الصدى المطلوب؟

ننتظر الإجابة... الشافية... وللحديث صلة

إقرأ أيضا لـ "محمد حسن العرادي"

العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً