العدد 785 - الجمعة 29 أكتوبر 2004م الموافق 15 رمضان 1425هـ

آثار جدار الضم والتوسع على الفلسطنيين: هجرة وحرمان من التعليم والزواج وتدمير للأوضاع

محمد بوفياض comments [at] alwasatnews.com

دفع جدار الضم والتوسع العنصري الذي تقيمه «اسرائيل» في الضفة الغربية 31 في المئة من سكان التجمعات الفلسطينية التي تأثرت بالجدار إلى التفكير في تغيير مكان إقامتهم، و80,7 في المئة من الأسر التي تقيم غرب الجدار انفصلت عن الخدمات الطبية الأساسية، و86,0 في المئة من الأراضي المصادرة كانت تستخدم للزراعة، الجدار اثر على العلاقات الاجتماعية لحوالي 90,7 في المئة من الأسر التي تقيم غرب الجدار.

وقال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء إنه نفذ مسحاً للأسر الفلسطينية في التجمعات التي يمر جدار الضم والتوسع من أراضيها، وقد بلغ حجم العينة الكلي 615,3 أسرة، وبلغ حجم العينة للأسر التي اكتملت مقابلتها 689,2 أسرة منها 293 أسرة تقيم غرب الجدار، و396,2 أسرة تقيم شرق الجدار، إذ تم جمع البيانات خلال شهر يوليو/ تموز 2004، إذ يأتي هذا المسح كخطوة مكملة للأنشطة والمسوح التي ينفذها الجهاز ضمن نظام المراقبة الاجتماعية والاقتصادية لآثار الإجراءات الإسرائيلية على المجتمع الفلسطيني.

أثر الجدار على التعليم

بينت نتائج المسح أن 3,4 في المئة من الأفراد الفلسطينيين في التجمعات التي تأثرت بالجدار قد تركوا التعليم بسبب الوضع الأمني وجدار الضم والتوسع، (5,3 في المئة يقيمون غرب الجدار و3,1 في المئة يقيمون شرق الجدار)، فيما يلاحظ أن 26,0 في المئة من الأفراد الفلسطينيين الذين تركوا التعليم في التجمعات التي تأثرت بالجدار، قد تركوا التعليم بسبب الوضع الاقتصادي المتردي لأسرهم، (31,7 في المئة غرب الجدار و25,2 في المئة شرق الجدار).

وأفادت نتائج المسح أن 81,5 في المئة من الأسر الفلسطينية في التجمعات التي تأثرت بالجدار والتي لديها أفراد ملتحقون بالتعليم العالي اتبعوا طرقاً بديلة للوصول إلى الجامعة/ الكلية كطريقة للتأقلم مع الصعوبات التي تواجههم، (81,1 في المئة غرب الجدار و81,6 في المئة شرق الجدار)، و81,0 في المئة من الأسر اضطر أفرادها للتعطيل لعدة أيام عن الجامعة/الكلية بسبب إغلاق المنطقة (77,9 في المئة غرب الجدار و81,6 في المئة شرق الجدار).

تغيير مكان الإقامة أو التفكير بالتغيير

وأشارت النتائج إلى أن نسبة الأفراد الذين يقيمون غرب جدار الضم والتوسع في شمال الضفة الغربية الذين غيروا مكان الإقامة بلغت 2,8 في المئة، مقابل 16,7 في المئة الذين يقيمون شرق الجدار، فيما بلغت النسبة في وسط الضفة الغربية 39,6 في المئة من الذين يقيمون غرب الجدار و18,0 في المئة الذين يقيمون شرق الجدار، أما في جنوب الضفة الغربية، فقد بلغت نسبة الذين غيروا مكان الإقامة 15,8 في المئة من الذين يقيمون غرب الجدار و13,1 في المئة الذين يقيمون شرق الجدار.

كما أن نسبة الأفراد 16 سنة فأكثر الذين يقيمون غرب جدار الضم والتوسع في شمال الضفة الغربية الذين يفكرون في تغيير مكان الإقامة بلغت 2,1 في المئة، مقابل 2,2 في المئة الذين يقيمون شرق الجدار، فيما بلغت النسبة في وسط الضفة الغربية 22,7 في المئة الذين يقيمون غرب الجدار و4,4 في المئة الذين يقيمون شرق الجدار، أما في جنوب الضفة الغربية فقد بلغت نسبة الذين يفكرون في تغيير مكان الإقامة 2,3 في المئة من الذين يقيمون شرق الجدار.

وتبين أن انفصال الأسر عن بعضها وعن الأقارب نتيجة بناء الجدار بلغ 30,6 في المئة من الأسر الفلسطينية أو أحد أفرادها في التجمعات التي تأثرت بالجدار انفصلت عن الأقارب (45,3 في المئة غرب الجدار و28,8 في المئة شرق الجدار) وأن 2,6 في المئة من الأسر الفلسطينية في التجمعات التي تأثرت بالجدار انفصل عنها الأب( 1,8 في المئة غرب الجدار و2,7 في المئة شرق الجدار).

الانفصال عن الخدمات الصحية

والعوائق أمام الحركة والتنقل

واشارت النتائج إلى أن 80,7 في المئة من الأسر الفلسطينية الواقعة غرب جدار الضم والتوسع شكل لها الانفصال عن الخدمات الطبية (المستشفيات والمراكز الطبية) في مراكز المدن عائقا في الحصول على الخدمات الصحية، مقابل 48,6 في المئة للأسر الواقعة شرق جدار الضم والتوسع. كما شكل عدم قدرة الكادر الطبي من الوصول إلى التجمع عائقا لـ 78,0 في المئة من الأسر التي تقيم غرب الجدار و42,3 في المئة من الأسر التي تقيم شرق الجدار.

كما أشارت نتائج المسح فيما يتعلق بالعوائق أمام حركة وتنقل أفراد وبعض أفراد الأسر المقيمين غرب الجدار، إلى أن 90,0 في المئة من الأسر الفلسطينية شكل لأفرادها الوقت اللازم للتنقل وعبور الحواجز عائقا في الحركة.

مصادرة الأراضي

بينت نتائج المسح إلى أن نسبة الأسر التي تمت مصادرة أراضيها كليا بلغت 9,1 في المئة من الأسر التي تقيم غرب الجدار و24,9 في المئة من الأسر التي تقيم شرق الجدار، فيما بلغت نسبة الأسر التي تقيم غرب الجدار والتي تمت مصادرة جزء من أراضيها 19,9 في المئة، و20,3 في المئة من الأسر التي تقيم شرق الجدار. ويلاحظ من خلال النتائج أن معظم الأراضي التي تمت مصادرتها في التجمعات التي تأثرت بالجدار كانت تستخدم لأغراض الزراعة إذ بلغت نسبتها 86,0 في المئة.

أوضاع سوق العمل في التجمعات

بلغت نسبة البطالة في التجمعات التي تأثرت بجدار الضم والتوسع 30,9 في المئة (25,2 في المئة غرب الجدار مقابل 31,6 في المئة شرق الجدار) وتغلب صفة المستخدمين بأجر للأفراد في التجمعات التي تأثرت بالجدار، إذ بلغت 73,6 في المئة في التجمعات الواقعة غرب الجدار، و62,8 في المئة شرق الجدار. فيما يلاحظ أن نسبة أصحاب العمل أو الذين يعملون لحسابهم، بلغت في التجمعات الواقعة غرب الجدار 10,1 في المئة و13,8 في المئة على التوالي. كما تشير النتائج إلى أن 13,8 في المئة من العاملين في التجمعات التي تأثرت بالجدار، يعملون في «إسرائيل» والمستوطنات، إذ بلغت هذه النسبة 24,6 في المئة ممن يقيمون غرب الجدار و12,4 في المئة ممن يقيمون شرق الجدار.

المساعدات الإنسانية

أشارت النتائج إلى أن 13,2 في المئة من الأسر أو أحد/بعض أفرادها في التجمعات التي تأثرت بالجدار تلقوا مساعدات خلال شهر يونيو 2004، وقد توزعت هذه النسبة بواقع 7,3 في المئة في التجمعات الواقعة غرب الجدار، و13,9 في المئة في التجمعات الواقعة شرق الجدار.

كما أشارت النتائج إلى أن 81,2 في المئة من الأسر تلقت المساعدة لمرة واحدة، (بواقع 85,4 في المئة في التجمعات غرب الجدار، و80,9 في المئة في التجمعات شرق الجدار).

أما فيما يتعلق بنوع المساعدات المقدمة للأسر، فتشير النتائج إلى أن 43,4 في المئة منها كانت مواد غذائية، وتتوزع بواقع 42,8 في المئة غرب الجدار و43,5 في المئة شرق الجدار، وأن 40,4 في المئة منها كانت مبالغ نقدية، وتتوزع بواقع 46,9 في المئة غرب الجدار و39,9 في المئة شرق الجدار.

وفيما يتعلق بمصادر المساعدات التي قدمت للتجمعات التي تأثرت بالجدار (من حيث عدد مرات تقديم المساعدة)، فقد احتل الأهل والأقارب المركز الأول من حيث عدد مرات تقديم المساعدات بواقع 30,0 في المئة، تلتها المساعدات المقدمة من الشئون الاجتماعية بواقع 27,7 في المئة، ومن ثم وكالة الغوث بواقع 11,8 في المئة.

الصمود الاقتصادي

تشير النتائج إلى أن الأسر في التجمعات التي تأثرت بالجدار اعتمدت في صمودها الاقتصادي خلال الـ 6 شهور الماضية على عدة مصادر/طرق، فقد أفادت 89,3 في المئة من الأسر بأنها اعتمدت على دخلها الشهري (92,4 في المئة غرب الجدار و88,1 في المئة شرق الجدار)،

بينما أفادت 84,3 في المئة من الأسر بأنها لجأت إلى تخفيض نفقاتها الشهرية، (69,6 في المئة غرب الجدار، و89,6 في المئة شرق الجدار)، و70,9 في المئة من الأسر أفادت بأنها قامت بتأجيل دفع الفواتير المستحقة عليها (63,3 في المئة غرب الجدار و73,6 في المئة شرق الجدار).

مصادر الدخل

بينت النتائج أن 37,4 في المئة من الأسر التي تقيم غرب الجدار اعتمدت على الأجور والرواتب من القطاع الخاص الفلسطيني كمصدر دخل رئيسي لها قبل بناء الجدار، مقابل 38,4 في المئة اصبح اعتمادها على المصدر نفسه بعد بناء الجدار، كما أن 32,9 في المئة من الأسر التي تقيم غرب الجدار اعتمدت على أجور ورواتب من قطاعات العمل الإسرائيلية قبل بناء الجدار مقابل 28,4 في المئة اصبح اعتمادها على المصدر بعد بناء الجدار.

أما في التجمعات الواقعة شرق الجدار، فبينت النتائج أن 34,4 في المئة من الأسر اعتمدت على أجور ورواتب من قطاعات العمل الإسرائيلية قبل بناء الجدار، مقابل 13,5 في المئة اصبح اعتمادها على المصدر نفسه بعد بناء الجدار، و29,8 في المئة شرق الجدار اعتمدت على الأجور والرواتب من القطاع الخاص الفلسطيني كمصدر دخل رئيسي لها قبل بناء الجدار مقابل 35,1 في المئة اصبح اعتمادها على المصدر نفسه بعد بناء الجدار.

أولويات حاجات الأسر والتجمعات

أشارت النتائج إلى أن 38,5 في المئة من الأسر في التجمعات التي تأثرت بالجدار أظهرت الحاجة للعمل كأولوية أولى للتجمعات التي تقيم فيها (23,5 في المئة غرب الجدار و40,3 في المئة شرق الجدار)، و25,4 في المئة أظهرت حاجة التجمع لتطوير البنية التحتية كحاجة أولى للتجمع (43,2 في المئة غرب الجدار و23,3 في المئة شرق الجدار) و13,6 في المئة أظهرت حاجتها للخدمات الصحية (16,0 في المئة غرب الجدار و13,3 في المئة شرق الجدار)، بينما أظهرت 11,1 في المئة حاجتها للأمن والاستقرار كأولوية أولى (9,3 في المئة غرب الجدار و11,3 في المئة شرق الجدار).

وأوردت النتائج أن 53,5 في المئة من الأسر في التجمعات التي تأثرت بالجدار أظهرت حاجتها للغذاء كأولوية أولى (52,2 في المئة غرب الجدار و53,6 في المئة شرق الجدار)، و12,9 في المئة من الأسر أظهرت حاجتها للنقود، (18,5 في المئة غرب الجدار و12,3 في المئة شرق الجدار)، و9,8 في المئة من الأسر أظهرت حاجتها للعمل (6,6 في المئة غرب الجدار و10,2 في المئة شرق الجدار).

العلاقات الاجتماعية والأسرية

تأثرت العلاقات الاجتماعية/الأنشطة للأسر التي تقيم غرب الجدار اكثر من الأسر التي تقيم شرق الجدار إذ بينت النتائج أن 90,7 في المئة من الأسر التي تقيم غرب الجدار تأثرت قدرتها على زيارة الأهل والأقارب مقـابل 70,6 في المئة من الأسر التي تقيم شرق الجدار، كما اثر الجدار على قدرة الأسر على زيارة الأماكن المقدسة بنسبة 89,5 في المئة للأسر التي تقيم غرب الجدار مقابل 81,8 في المئة للأسر التي تقيم شرق الجدار.

وبينت نتائج المسح أن نسبة الأسر التي تأثرت بالجدار التي أصبح لديها مانع من زواج أحد الأفراد من شريك الحياة المقيم في الجهة الأخرى من الجدار ارتفعت من 12,6 في المئة. قبل بناء الجدار إلى 64,2 في المئة بعد بناء الجدار وارتفعت هذه النسبة بشكل ملحوظ للأسر الواقعة غرب الجدار من 9,1 في المئة قبل بناء الجدار إلى 57,3 في المئة بعد بناء الجدار.

توافر حيازة زراعية لدى الأسر

بينت النتائج أن 24,9 في المئة من الأسر في التجمعات التي تأثرت بالجدار لديها حيازة زراعية، وتتوزع النسبة بواقع 14,3 في المئة للأسر التي تقيم غرب الجدار و26,1 في المئة للأسر التي تقيم شرق الجدار، وفيما يتعلق بنوع الحيازة الزراعية، فقد أفادت 74,0 في المئة من الأسر التي تأثرت بالجدار أن لديها حيازة نباتية فقط، فيما أفادت 11,8 في المئة من الأسر أن لديها حيازة حيوانية فقط

العدد 785 - الجمعة 29 أكتوبر 2004م الموافق 15 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً