الإنجازات التي حققها أبناؤنا المعوقون في الكثير من البطولات الخليجية والآسيوية والعالمية وحصدوا فيها الميداليات الملونة وخصوصاً الذهبية منها التي اقترنت بنجوميتهم وتوّجوا بها بكل جدارة واستحقاق، هذه الإنجازات تضعنا أمام مسئولية كبيرة لمساعدة هؤلاء في المحافظة عليها من خلال الأسس السليمة في وضع الخطط والبرامج التي يحتاجها الفريق لإعداده المستقبلي.
فعلى رغم أنهم مقعدون من الحركة فإنهم قهروا الظروف بإرادتهم وعزيمتهم وأبوا أن يسلّموا أنفسهم إلى اليأس المقيت، بل وظّفوا إمكاناتهم الفنية والبدنية والنفسية وكل ما يملكونه من نعم وهبها الله عز وجل لهم في سبيل البروز الواضح وتحقيق هذه الإنجازات ورفع سمعة المملكة عالياً بين المحافل الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية.
فهؤلاء الأبطال من المعوقين في الإعاقة الحركية لديهم الإرادة القوية وحب اللعبة والثبات الكبير في البقاء على ما حققوه من إنجازات ومكتسبات لا تعادل بثمن ووضعتنا بين الفرق المتقدمة في هذا المجال.
وما الميداليات الملونة ومنها الذهبية التي حققوها في المستحقات السابقة إلا دليل كبير على تفوقهم على أقرانهم في الفرق الأخرى الخليجية والآسيوية والعالمية حتى صاروا محط أنظار الآخرين ووضعوا في الاعتبار لخصومهم وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً يحسب للمملكة.
والفاحص قليلاً لمسيرة هؤلاء الأبطال سيجد أن الميداليات الذهبية حصدت من دون إعداد مسبق في معسكرات خارجية أو محلية تسبق البطولات المختلفة فيما كانت الدول الأخرى تتسابق بإرسال نجومها وأبطالها إلى المعسكرات الخارجية في الدول المتقدمة لإعداد لاعبيها من أجل حصد الميداليات الملونة.
إن من يملك أمثال هؤلاء يتحتم عليه أن يحافظ على هذه الثروة الثمينة والوقوف إلى جانبها وتحقيق كل ما يريدونه وتلبية احتياجاتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً وإبرازهم إعلامياً والتشاور معهم لوضع الأطر المهمة لرفع المعدل الفني للعبة والارتقاء بها إلى السلّم العالي في صدارة الفرق في هذه اللعبة وتذليل الصعاب التي تعترضهم دائماً وحلها لمواصلة المسيرة للمحافظة على إنجازاتهم. ولا أعتقد أن هذه الأمور خافية على شخص رئيس الاتحاد الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة الذي كما وصفه الأبطال بالأب الروحي لهم وللعبة ومن ذلك نناشده عبر هذه السطور بأن يضع الاتحاد استراتيجية تكفل مواصلة هؤلاء بمعنويات عالية لتضمن مواصلة الإنجازات وهذا لا يأتي إلا بتحقيق طموحاتهم وآمالهم ودراسة أوضاعهم النفسية والفنية... فكلنا ثقة كبيرة في شخص الرئيس وكما عودنا من قبل في الجلوس مع أبنائه الأبطال والتحدث معهم لوضع الخطوط العريضة لتطوير قدراتهم وتلبية ما يحتاجونه للمستحقات المقبلة
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 783 - الأربعاء 27 أكتوبر 2004م الموافق 13 رمضان 1425هـ