ماذا عنده وزير العمل مجيد العلوي؟ فهو ينتقل من تصعيد إلى تصعيد أقوى منه، فبعد إقدامه على حل مركز البحرين لحقوق الإنسان إداريا من دون تقديم سبب واضح للحل سوى استشاطته غيظاً من رئيسه نبيل رجب جراء نشاطه المتواصل مع المنظمات الحقوقية الخارجية في قضية اعتقال الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة، ومأزقه الشخصي من إدانة الخارجية الأميركية للحدث، ها هو يعود إلى تهديد الجمعيات المقاطعة باتخاذ إجراءات ضدها إذا أقدمت على تنفيذ ما وعدت به من خطوات بعد تعليق الحوار معها، واصفا خطواتها - وقبل أن يطلع على تفاصيلها - بأنها غير قانونية، ثم يبشرها بأن سمو ولي العهد لن يتسلم الحوار السياسي معها، لأن حواره سيكون مقصورا على الملف الاقتصادي فقط.

ما يقوم به العلوي هو حرب استنزاف نفسية قبل أن تكون سياسية، لحدسه «غير الطبيعي» بأن الجمعيات الأربع المقاطعة خائرة فعلا، ولا تقوى على فعل ولا ردة فعل، وما وعدت به من خطوات ما هي إلا ردة فعل آنية مختلف عليها، ولا تتعدى صدى بيان أصدر في يومه وليومه، فالتصريحات التي جاءت بعد البيان كانت «متخددة» و«ناعمة»، وتقدم عتباً خجولاً إلى السلطة على «خطواتها المرتبكة»، التي جعلت الناس تصف المعارضة بـ «التساهل» و«التفريط»، وهل من تساهل أكبر من هذا التساهل أمام صولات وجولات الوزير العلوي؟ أما تبشير الجمعيات السياسية بأن سمو ولي العهد لن يتولى الحوار السياسي معها، فبكل رباطة جأش: موقف الوزير العلوي «صح» مئة في المئة، فسمو ولي العهد أعلن تصديه للحوارات الاقتصادية، وحدد الأجندة بوضوح في إصلاح «سوق العمل» و«الاقتصاد» و«التعليم والتدريب»، والعيب في من يقرأ التصريحات بشكل خاطئ، ويبني عليها آمالا من موهوماته السياسية، ويمكن القول للعلوي: حساباتك صحيحة مع الجمعيات الأربع فقط، فـ «من يهن يسهل الهوان عليه»