العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ

لماذا يا فضائية البحرين؟!

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

دائماً تحرجنا فضائية البحرين أمام الآخرين، فمع هلال كل رمضان تقدم إلينا تهنئة خاصة بالشهر الكريم تتمثل في برامج لا يمكن اعطاؤها اي وصف سوى انها مملة ومضيعة للوقت. ودائماً تبدو التطورات في عمل هذه الفضائية قليلة ومحدودة وبالكاد محسوسة، ودائماً تجعل من فضائيتنا هدفاً لتندّر الكثيرين وخصوصاً في مقابل الكم الهائل من الفضائيات التي تستبسل لتقديم الأفضل في أبهى حلة وأجمل صورة.

«البحرينية» أبت هذا العام الا أن تكرر ما تفعله في كل عام، فقدمت كماً قليلاً من البرامج جاء على رأسها مسلسل «هدوء وعواصف» وبرنامج المسابقات الشهير الذي لم أكترث حتى لمعرفة اسمه.

المسلسل، حدث ولا حرج، إذ على رغم وجود الحرفية الاخراجية، وعلى رغم اختيار اسماء لامعة لتقديم شخصيات العمل، وعلى رغم معرفتنا بمستوى الفنيين العاملين وكل ذلك، فإن الناتج الأخير عمل لا يرقى إلى مستوى المشاهد ولم يتمكن من ملء عين كثير من متابعيه، بل وأغضب آخرين لمقدار التصنع والتكلف فيه، سواءً في تفاصيل القصة، أو في الشكل الذي تظهر به الممثلات. وأسوأ ما في الأمر هو ان تؤدي هذه الأعمال الى ان يفقد بعض الممثلين بريقهم نتيجة التصنع والمبالغة، فجميعنا يعرف قدرات زينب العسكري التمثيلية التي جعلت منها أحد الأسماء الفنية اللامعة على مستوى الخليج، لكن المؤسف انها تظهر هنا بشكل لا يعجب الكثيرين ولا يصل الى قلوبهم، فهي تقدم دور الفتاة التي تحب شخصاً وتتزوج آخر ويبدو ذلك همها الأكبر الذي يظهرها بعينين ذابلتين طوال الحلقات التي عرضت لحد الآن، ما يجعل المشاهد يصرخ قهراً حال ظهورها مناشداً العاملين اعطاءها دوراً شريراً لاظهار قدراتها الأخرى، فقد مللنا دموعها «خلاص يا جماعة ذبحتونا، وكرهتونا في الحب وسنينه».

كذلك لا يجد المشاهد اية قضية تستحق ان تعاني منها زينب لنتعاطف ونعاني معها، الدنيا مليئة بالهموم، ودنيا البحريني تحمل أكبر من ذلك، الحب ليس قضية كبيرة، كثيرون اخفقوا في الحب لكن حياتهم تستمر ولا نراهم يسيرون في الطرقات بعيون زائغة ذابلة تسيل دموعها من دون توقف!

فاطمة عبد الرحيم أيضاً لم تظهر في صورتها اللائقة بها، سواء من حيث قدراتها الفنية أو حتى الجمالية، كثيرون يرون انها تتصنع كثيراً في هذا المسلسل سواء من حيث الأداء أو «الماكياج».

لا أود الاطالة لكني اناشد كل من يرغب في تقديم مسلسل يناقش قضايانا ويخاطب همومنا أن يراعي الدقة في نقل صورة الواقع، والدقة التي أقصد هي في التفاصيل التي يعتقد هؤلاء ان المشاهد لا يكترث لها، وفي ذلك اساءة أخرى في حق هذا المشاهد واستنقاص من شأنه، فالبحريني شأنه شأن غيره أصبح يملك ذوقاً لا بأس به وحاسة فنية جيدة تمكنه من اختيار الجيد من الأعمال من سيئها. لا نريد نسخاً من المسلسلات المصرية، نحاكي الواقع فيها بأساليب ممسوخة، ليست هذه حياتنا، وما هكذا نعيش، لا نحمل هذا الكم من السلبية والضعف، ولذلك فارحمونا في أعمالكم القادمة، ولا تنسوا، لا تلطخوا وجوه الممثلات وتخفوا معالم جمالهن فما هكذا نعيش في بيوتنا فحين نبكي تكون وجوهنا باهتة لا يمتزج فيها لمعان الدموع مع بريق احمر الشفاه، وحين نمرض لا تكون خدودنا متوردة، ارحمونا يا جماعة فالمسلسلات المصرية ما عاد لها بريق وما عادت تشد الكثيرين فابتعدوا عنها كنماذج للمحاكاة.

بعيداً عن «هدوء» وعواصف، يأتينا برنامج المسابقات الذي دار حوله الكثير من اللغط، وخصوصاً فيما يتعلق بالموازنة العالية التي أدت إلى ألا تتمكن فضائيتنا المفلسة على الدوام من انتاج سوى عمل يتيم واحد. برنامج المسابقات قيل عنه الكثير وتوقعنا منه أكثر وخصوصاً مع اختيار مذيعة ذات قدرات جيدة وهي ناهد الشيخ، توقعنا ان نرى تفاعلاً من الجمهور، وان نرى قبل كل شيء استوديواً ذا اضاءة جيدة افضل من العام الماضي، على الأقل!

الكارثة هي ان ناهد فقدت بريقها هي الأخرى، والبرنامج ممل لأبعد الحدود، المشاركون يبدو عليهم الضجر، وكأنهم ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء البرنامج ولا أدري ان كان القائمون على الأمر وفروا غرفاً يأخذ فيها المشاركون قسطاً من النوم بعد انتهاء البرنامج وخصوصاً مع الاستوديوهات الراقية المجهزة بأحدث التجهيزات المناسبة «لتخميد المشاهدين»، نحن في المنزل محظوظون إذ يمكننا الاستلقاء على أقرب كرسي لنفعل ذلك!

يا خسارتك يا ناهد ويا خسارتك يا فضائية البحرين، لماذا يظل الجميع متألقين بعيداً عنك وحين يصلون يختفي كل شيء، اين يكمن السر، الامكانات البشرية على مستوى عال لدينا فلماذا يخفق الجميع هنا وينجحون في أي مكان آخر مهما بلغ تواضع امكاناته؟

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 779 - السبت 23 أكتوبر 2004م الموافق 09 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً