جرت (الأربعاء) الماضي مراسم تنصيب الرئيس الاندونيسي المنتخب بصورة مباشرة للمرة الأولى سوسيلو بامبانغ يودويونو في احتفال حضره عدد من زعماء الدول الآسيوية، إضافة إلى رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد. وتعهد يودويونو في خطابه بالمناسبة بأن يشدد على مكافحة الإرهاب واستحداث قوانين جديدة تتماشي مع مسيرة الديمقراطية الوليدة في جاكرتا.
انتخب يودويونو رئيساً جديداً لإندونيسيا خلفاً للرئيسة السابقة ميغاواتي سوكارنو بوتري التي تغيبت واعتذرت عن حضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد. وبالأمس القريب شهدت اندونيسيا انفجارات عدة أشدها وطأة على النفوس هجمات جزيرة بالي التي يرتادها أجانب غالبيتهم من الجنسية الاسترالية، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى. كما وقع الشهر الماضي في العاصمة انفجار أمام السفارة الاسترالية، وكانت الجهة الوحيدة والمتهمة بتدبير تلك الهجمات هي الجماعة الإسلامية في منطقة آسيا التي يتزعمها أبوبكر باعشير الذي اعتقل على إثر هجمات بالي بتهمة ضلوعه في التنفيذ والتحريض على الكراهية ومحاربة الأجانب.
أمام اندونيسيا المستيقظة للتو من سبات البيروقراطية مسيرة طويلة لا تخلو من عقبات أهمها الجماعات المتشددة ومزاعم علاقتها بتنظيم «القاعدة» المتربص عند الحدود الأفغانية الباكستانية. ولابد لحكومة يودويونو من تطبيق واتخاذ إجراءات حاسمة لملاحقة العناصر المتطرفة وخصوصاً مع تركيز سيدني في علاقاتها المقبلة مع جاكرتا على ملف استئصال جذور الإرهاب والوقوف الجدي على ملاحقة أنصاره. لذلك يبقى على يودويونو الذي حصل على تأييد 61 في المئة من الناخبين والذي يحكم أكبر دولة إسلامية تحقيق توافق في أسلوب إدارته بين أجندة الجماعة وبين مطالب هوارد في دحرها
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 778 - الجمعة 22 أكتوبر 2004م الموافق 08 رمضان 1425هـ