قبل أن نبدأ الحكاية، وكي لا يفهمها البعض بأنها تنابز بالألقاب، فقد استمد العنوان من شعاري الحزبين المتنافسين في معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية الطاحنة، فالفيل هو شعار الحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسة هو جورج بوش، والحمار هو شعار الحزب الديمقراطي ومرشحه هو جون كيري، ولأنها أكبر وأهم انتخابات في عالم اليوم وأكثرها إثارة، وأشدها تأثيراً يصبح من الطبيعي أن نهتم بها ونتعرف على بعض خباياها، لذلك علينا أن نأخذ عبرة قبل أن نكمل القصة.
بصرف النظر عن من سيصل إلى البيت الأبيض، فانه لا فرق بين الاثنين، وخصوصاً تجاه قضايا الشرق الأوسط، إلا انه وفي المقابل لا يبدو أيضاً بالأفق ما يشير إلى أن هناك رؤية عربية محددة للتعامل مع نتائج الانتخابات ومعطياتها، والتي - ومن دون أدنى شك - ستؤثر تأثيراً بالغاً على مجرى الصراعات في المنطقة.
المضحك، المبكي في آن، أن العرب اندفعوا لإعلان تأييدهم لهذا المرشح أو ذاك، بينما برنامجا الحزبين على حد سواء ليس فيهما ما يفرحنا. كما لم يبادر المرشحان باستمالتهم، إذ يبدو «التجاهل الرسمي الأميركي» لهذا البعض العربي، غريباً، على رغم أن حجم الاغتراب والجاليات العربية، وحتى المجنسين ليسوا بالعدد اليسير، فهم يشكلون بحسب الإحصاءات ما نسبته 5 إلى 7 في المئة من مكونات المجتمع الأميركي وهذا الحجم، لا يستهان به في المفهوم السياسي، ولا حتى الانتخابي.
هذه كانت بداية الحكاية، أترغبون في معرفة نهاية مصير العرب في قصة الحمار والفيل؟، فلنتابع الجزء الأخير من القصة في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل على محطات التلفزة العربية جميعها والتي ستزف لنا «بشرى» من سيقودنا إلى «المسلخ» الجديد، فالعيد قريب و«إسرائيل» ستحظى بالكثير... أكيد
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 777 - الخميس 21 أكتوبر 2004م الموافق 07 رمضان 1425هـ