مازال الجدل يدور بشأن مستوى منتخبنا الكروي في مباراة سورية التي تأهل منها إلى الدور الحاسم من تصفيات مونديال 2006.
ومن وحي متابعتي ومعايشتي للمنتخب خلال إعداده المحلي ومرافقتي إياه في رحلة دمشق استطيع التأكيد على أن النقطة الأبرز كانت في معضلة احتراف 13 لاعباً في قطر والكويت وهو ما شكل مفاجأة لاتحاد كرة القدم وكذلك الجهاز الفني للمنتخب.
فاتحاد الكرة لم يتوقع ما حدث للاعبي المنتخب بعد كأس آسيا ووقف اشبه بالمذهول أمام توالي احتراف اللاعبين في الاندية القطرية وآخرها أمس احتراف دعيج ناصر في نادي الشمال، وبالتالي لم تكن أمامه الفرصة لوضع استراتيجية ورؤية بشأن الوضع الاحترافي غير المسبوق محلياً وخليجياً وعربياً.
ولم يكن الحال مختلفا لدى الجهاز الفني للمنتخب حتى استسلم لواقعه فاضطر ستريشكو ومساعديه جاسم محمد ومرجان عيد إلى تدريب ثمانية لاعبين فقط بينهم ثلاثة حراس.
وكان واضحا تأثير عامل المفاجأة على الجهاز الفني فعجز عن فك الشفرة وكيفية إعداد «منتخب محترفين» خلال خمسة أيام فقط من موعد المباراة المهمة، وكان رهان ستريشكو على الجاهزية البدنية للاعبين خاسراً لأن التجربة كشفت التفاوت في جاهزية لياقة اللاعبين بدليل إن المدرب اضطر لإشراك حسين بابا الذي لم يكن منتظماً بصورة جيدة في تدريبات فريقه القطري الشمال بسبب اصابته وكانت مشاركته غامضة حتى اللحظات الأخيرة من لقاء سورية.
وعلى رغم ما قيل ان المحترفين لا يحتاجون إلى اعداد ومعسكرات وتجارب دولية إلا أن التجربة كشفت أنه من السابق لأوانه وضع منتخبنا في هذا الإطار إذ العمر الاحترافي للاعبينا لم يتجاوز الثلاثة اسابيع وكلنا يعلم ان الاحتراف يرتبط بنواح فنية وسيكولوجية وذهنية وتتوارث عبر الخبرة الاحترافية ومدى تأقلم اللاعبين معها.
تحدثت بعد صفارة النهاية مع عدد من ابرز نجوم المنتخب مثل علاء حبيل وبيليه وسالمين والدوسري ومحمد عدنان وكشفوا الي انهم عانوا من ضغوطات داخل انفسهم وتفكيرهم بسبب احترافهم وهو شعور لم يراودهم قبل الاحتراف لذلك كانوا خارج فورمتهم المعهودة.
ولعل ابرز سمات ونجاح منتخبنا الحالي هو استقراره وتجمعه المتواصل في أية لحظة طيلة السنوات الماضية فازداد التوافق والانسجام الفني والذهني بينهم ولكن مع اول «افتراق» بينهم ولو لمدة ثلاثة اسابيع حدثت «الهزة والربكة».
لا ندين لاعبينا ولا الاحتراف الذي نبصم على ايجابياته لكننا نحتاج إلى استراتيجية يضعها اختصاصيون في إدارة اتحاد الكرة والفنيين من أجل التعاطي مع الوضع الاحترافي الجديد خصوصا أن المرحلة المقبلة ستشهد مشاركات مهمة مثل كأس الخليج في الدوحة والدور الحاسم من تصفيات مونديال 2006 مطلع العام المقبل
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 773 - الأحد 17 أكتوبر 2004م الموافق 03 رمضان 1425هـ