بماذا استفادت المرأة البحرينية عندما لم تقف إلى جانب النساء اللواتي رشحن انفسهن للانتخابات في البرلمان؟ وماذا كان سيضر النساء لو وقفن إلى جانب زميلاتهن اللواتي قمن بترشيح أنفسهن...؟ ألن تكون لهن أصوات في البرلمان تهتم على الأقل بحقوق النساء البحرينيات والقوانين الخاصة بهن ومحاولة إزاحة الظلم عن ظهورهن من خلال المطالبة بإقرار قانون الأسرة أو قانون الأحوال الشخصية؟
هل نأمل أن تدرك المرأة البحرينية أهمية دخولها إلى البرلمان المقبل لتساهم في إصلاح الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي تعوق تقدم الدولة؟
إننا لكي نصل إلى ذلك بحاجة إلى:
- محاضرات توعية بأهمية انتخاب المرأة في الانتخابات المقبلة... تقوم بها الجمعيات النسائية والأهلية لمختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية سواء في المدن أو القرى في البحرين... لا للنساء فقط وإنما للرجال أيضاً.
- أن تتضمن مناهجنا التعليمية في المرحلة الثانوية هذه التوعية بأهمية دور المرأة في خدمة مجتمعها من خلال وجودها في البرلمان... كما أن علينا أن نكون عمليين في طرح هذا الموضوع المهم، وعرض نماذج ناجحة من الدول الأخرى التي حصلت فيها النساء على مقاعد في البرلمان.
إن الجهل هو آفة الأمم... وجهل المرأة يجعلها تحت رحمة الرجل سواء كان أبوها أو أخوها أو زوجها... لقد شاهدت نساء في مراكز الترشيح لا يدركن إلا أنهن قد قدمن من لترشيح فلان... من دون أن يعلمن ماذا يعني ذلك الأمر وما هي الانتخابات؟ وهذا ما يدفعنا إلى توجيه الجمعيات إلى محو أمية النساء في القرى وتوعيتهن ثقافيا بحقوقهن السياسية.
علينا القيام بتجهيز سلسلة المحاضرات تدور حول النماذج المشرفة من أسلوب تعامل الرجال مثل الرسول الكريم والصحابة من بعده مع النساء ومكانة المرأة ودورها المهم في الحياة السياسية والاجتماعية في ذلك العصر عندما كان هؤلاء الرجال العظام يشاورون نساء عصرهن في الأمور السياسية والاجتماعية... حتى نقضي على ما يحاول بعض رجال الدين من الوقوف ضد عمل المرأة السياسي... لا الدين الإسلامي الحضاري الذي لا يعارض دخول المرأة البرلمان والمشاركة في الحياة السياسية.
لقد بقيت على الانتخابات المقبلة سنتان؛ لذلك علينا كجمعيات نسائية وضع استراتيجية لكي نلتزم بتنفيذها بحسب جدول أعمال مكثف لتوعية المجتمع القروي والمدني من النساء والرجال بحقوق المرأة السياسية وبإنها من صميم مبادئ الدين الإسلامي. وعلينا خلال هذه المحاضرات أن نركز على أن فوز النساء وعدم فوزهن يجب وألا يتحكم فيه ارتداء المرأة الحجاب... فكم من نساء غير محجبات مخلصات ومتدينات من سنوات طويلة... كما أننا يجب أن نوضح أن ارتداء المرأة الحجاب أمر خاص بها تريد أن تتقرب به إلى الله تعالى... ولا يعني أن لديها كفاءة لأن تكون عضوة في البرلمان لمناقشة الموضوعات التي تهم المواطنين في جميع المجالات.
والدليل على ذلك أداء بعض رجال الدين الذين انتخبهم الشعب ليطالبوا باحتياجاته الأساسية... فتركوها وأخذوا يهاجمون الحفلات الغنائية وبرامج الترفيه.
إن ضعف هؤلاء يكمن في عدم مرونتهم وضيق افقهم وعدم وجود الثقافة التي تتطلب منهم وضع استراتيجيات وتوضيح سلبيات ما يعارضونه وما هي الحلول العملية المطروحة منهم لكي لا يزداد عدد العاطلين في المملكة.
من الواضح إذاً أن من ينوب عن الشعب ويكون متديناً فإن عليه ايضاً أن يكون متديناً وواعياً ومستنيراً ووطنياً... لا متديناً تديناً متعصباً ولا توجد لديه خلفية ثقافية أو اقتصادية واجتماعية وسياسية... لكي يقوم بواجبه الذي انتخب من أجله من المواطنين في مملكة البحرين... فهل آمل أن نقوم كنساء بذلك في العامين المقبلين؟... أرجو ذلك
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 773 - الأحد 17 أكتوبر 2004م الموافق 03 رمضان 1425هـ