لفت انتباهي ما يقوم به الطلاب والشباب في مقاطعة كيبك الكندية بعد أن ضاق بهم ذرعاً إهمال رئيس حكومة مقاطعتهم وتجاهله لهم. فعلى رغم كل ذلك وعلاقة هذا الإهمال بالتوجهات السياسية للحكومة، فإن الطلبة قاموا عن طريق اتحاداتهم وروابطهم الجامعية وأنديتهم الشبابية بالتحرك لشن حملة من أجل إعداد وثيقة تعبر عن مطالبهم ومشكلاتهم الحالية.

والمثير في المسألة أنهم لم يقحموا توجهاتهم السياسية في مطالباتهم، وهو ما جعلهم يتحدون من أجل مطالب محددة، ويكونون بعيدين عن أية محاولة قد تقوم بها الحكومة لإفشال تحركهم، فلو قاموا بتقديم مطالباتهم وفق تصوراتهم السياسية لاستطاعت الحكومة أن توقف تحركهم واتهام الأحزاب السياسية الأخرى بدعمهم، ولكنهم استطاعوا بذكائهم وحنكتهم الابتعاد عن تسييس هذه المسألة وجعلوا المطالب مشتركة تعني جميع الشباب والطلبة، وبالتالي فهي مطالب وطنية وحقوق مشروعة. الأمر الذي دفع الرئيس لأن يعلن عن تغير توجهاته واهتمامه بقطاع الطلبة، وإعداده لمشروعات تخصهم.

طبعاً لن أدعو الجمعيات الشبابية البحرينية لأن تنحو نحو ما قامت به التنظيمات الطلابية والشبابية الكندية، ولكن مثل هذه السلوكيات لا يمكن أن تأتي إلا بقناعة العمل السلمي الصحيح المنظم وفق آليات القانون المتاحة. فالمطالب يجب العمل على تحقيقها بزيادة الوعي والابتعاد عن تسييس القضايا كما تقوم به جمعياتنا في كل قضية من الاتحاد الطلابي إلى مسألة المطالبة بمقار ودعم وموازنة