أثار رئيس «جمعية الوفاق» الشيخ علي سلمان - ولأكثر من مرة - حينما سجل الاعتراض على سوء إدارة الوفاق، وعدم قدرتها على بناء نفسها تنظيميا بـ «أن يا وفاقيون، ابحثوا لكم عن قيادة بديلة، وأسقطوا مجلس الإدارة». والسؤال: هل كلام رئيس «الوفاق» جدي؟ أم يختزن مشهداً من مشاهد التحدي: بأنكم غير قادرين على تغيير مجلس الإدارة؟
الواقع يقول: لا يوجد إطار تنظيمي يسمح بالتحرك المضاد للإطاحة بمجلس الإدارة الحالي، مع كونه «مرقعاً»، وثلاثة أعضاء منه «بدلاء»، فالوفاق لا تملك أبسط آليات التنظيم التي توجد مناخات التنافس الفعلي على هذا الموقع أو ذاك، وكل هياكلها خاضعة لطغيان الرمزية على المؤسساتية في ترتيبها للبيت الداخلي، ما يعني: أن رئيس الوفاق قبل غيره يدرك أن مثل هذه المقولة غير واقعية، لأن لا وجود للوفاق المؤسسة، وإنما وفاق الرموز، التي تصب كل أسهمها في صالح رئيسها الحالي، وهذا ما يراهن عليه تحديداً، ويبقى الحديث عن المؤسسة ثانوياً ما دامت هذه الحسابات تحرك الواقع التنظيمي داخل الوفاق.
رئيس الوفاق قال في ندوة «ملتقى الوفاق» الأخيرة: إنه يفكر في انتخابات مبكرة، وللأمانة: فقد قالها بشكل عابر، ولا يُعرفُ إن كان قاصداً لها أم لا، لكنه إذا كان قاصداً، فيمكن طمأنته ألا أحد من الشخصيات البارزة سيرشح نفسه للانتخابات المقبلة، ما دامت الحسابات لا تخضع لمعايير المؤسسة، وإنما معايير الرمزية التي تحصر القيادة والكفاءة تحت عباءة «رجل الدين»، مع عدم الاعتراض على قيادة «رجل الدين» بمقدار تثبيت مسألة الكفاءة. فواقعٌ كهذا يصبّ بشكل حصري في ترشيح الوجوه نفسها، ومنهم رئيس الجمعية الحالي، فهل يمكن أن تكون لدعوة سلمان مصاديق واقعية على الأرض؟ وهل يتصور عاقل أن جمهوراً متيماً بكاريزما الرمز سيقلب المعادلة ويختار الأكفأ؟ هذا مثار شك
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 762 - الأربعاء 06 أكتوبر 2004م الموافق 21 شعبان 1425هـ