مازال القائمون على التنظيمات المنتمية إلى التيار الإسلامي السني تحديداً على إصرارهم على تهميش دور المرأة في جمعياتهم الخيرية والسياسية، وما يدل على ذلك استمرار الكم الهائل من المعارض والأسواق الخيرية التي تقيمها المنتميات إلى العمل الإسلامي.
كان من المفترض أن يساعد التحول السياسي الذي طرأ على النظام في تغيير نظرة المنتمين إلى العمل الإسلامي تجاه دور المرأة، وأعني في هذا المقام اتجاهي السلف والإخوان. ولكن يبدو أن الضجة الإعلامية التي تفتعلها قيادات التيار عن أهمية المرأة ودورها الفكري والتنظيمي هي مجرد تصريحات بعيدة كل البعد عن الواقع.
حتى الاجتماعات المشتركة التي تضم المنتسبين والمنتسبات وتعقد بين فترة وأخرى لا تشير إلى وجود نيّة لأن تلعب المرأة الدور الصحيح والمناسب في المجتمع. بل نجد دورها مازال مقتصراً على إقامة الفعاليات الخيرية، والمحاضرات التوعوية بالقضايا الأسرية والاجتماعية وأمور أخرى متعلقة بتربية النشء.
ولكن اللافت الحضور النسبي في عدد من الفعاليات السياسية، وهو على أكثر تقدير مجرد مشاركة رمزية لإثبات الذات أمام الآخرين.
وقد يكون اتجاه السلف بعيداً تماماً عن مفهوم مشاركة المرأة في قضايا المجتمع، فهو يصر على أن يقتصر دورها على ممارسة مهمات توعوية وتثقيفية دينية. ولكن اتجاه الإخوان أخذ منحى متقدماً مقارنة باتجاه السلف، فإذا انتقلنا إلى الحديث عن اتجاه الإخوان فإننا سنلاحظ وجود زخم من الكفاءات النسائية في عدة مجالات، ولكنها مازالت غير مستثمرة في خدمة الاتجاه وقواعده. وبعد أن تم إعلان دخول نساء في مجلس إدارة المنبر الوطني الإسلامي كان من المتوقع أن تحدث نقلة نوعية في اتجاه الإخوان لتظهر قيادات نسائية على الساحة بإمكانها ممارسة دور وإن كان محدوداً على الصعيد الوطني، وهو لم يحدث قطعاً. ومثل هذا الإشكال يؤكد استمرار مفاهيم تقليدية معينة كانت سائدة في فترة ما قبل مؤتمر الإصلاح الأول، ووجود عدة عقبات أمام قيادات الاتجاه في معالجتها.
وبمثل هذا الإشكال فإنه من الاستحالة بمكان أن تظهر قيادات نسائية إسلامية قادرة على لعب دور مميز في الساحة المحلية إذا ما قورنّ بالنساء الناشطات من التيارات الأخرى، واللواتي أصبحن اليوم من القيادات البارزة في البلد، هذا مع وجود نساء من التيار الإسلامي السني يملكن كفاءات وقدرات كبيرة مازالت طي الكتمان
العدد 758 - السبت 02 أكتوبر 2004م الموافق 17 شعبان 1425هـ