منذ انفجار مجمع المحيا في الرياض، الذي استهدف حيا يقطنه الأجانب في العام الماضي، والسعودية تعيش حرب شوارع بين رجال الأمن وعناصر تنظيم «القاعدة»، فكل يوم نسمع عن معارك ومداهمات لأوكار مطلوبين ومشتبه فيهم ومقتل عدد منهم ومثلهم وربما أكثر من رجال الأمن السعوديين.
كان آخر هذه المعارك ما حدث أمس الأول بعد مقتل الفرنسي في جدة، لكن الغريب في الأمر أن حملة الاغتيالات التي ينفذها التنظيم ضد الأجانب في المملكة تكون دائما ضد المتعاقدين في قطاعي النفط والدفاع في السعودية، إذ إن الهجمات الأخيرة كانت مدروسة ومخططة سلفا. وبالنسبة للمتابعين لبيانات «القاعدة» على الانترنت لم تكن الأهداف في الفترة الأخيرة مفاجئة، إذ أعلن التنظيم أن هدفهم «تطهير السعودية من الكفرة والصليبيين». ولكن السؤال يبقى: هل تمثل هذه الرصاصات المراهقة من «الإرهابيين» أسلوبا جديدا لتحقيق أهدافها؟ أم ماذا تريد؟! الواضح أن هناك تطورا نوعيا حدث في الهجمات الأخيرة، ويتمثل هذا التطور النوعي في ملمحين أساسيين، الأول استهداف مدنيين غربيين بصورة فردية لغرض قتلهم أو تعريضهم لخطر جسيم، والثاني خطف من يمكن خطفه وإعلان ذلك كجزء من الدعاية الموجهة للمجتمع الأجنبي ككل والأميركي تحديدا. ولا يخفى أن مثل هذه العمليات تهدف إلى الترويع وإحداث أثر نفسي جماعي لدى الغربيين العاملين في المملكة، بحيث يقود إلى قرار طوعي بمغادرتها أو التأثير على مواقف بلدانهم بحيث تنصحهم بالمغادرة، ومن ثم يتحقق هدف إخلاء السعودية من هؤلاء الأجانب الذين يعملون في قطاعات مهمة وحساسة. أم أن هناك تفسيراً آخر لا يتسع له مدانا الفكري، وأن الشخص القائم عليه هو نفسه من افرغ لنا في العالم حلقة وجعلنا ندور حولها أسماها «الإرهاب»؟!
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 753 - الإثنين 27 سبتمبر 2004م الموافق 12 شعبان 1425هـ