كانت ومازالت جميلة وبسيطة وان هاجمتها المدنية بأساليبها الحديثة... ومن هنا انطلقت وإلى هنا تعود عادات هذا الشعب وإرثه التاريخي.
بعفوية وبساطة احتفلت البحرين ليلة أمس بالقرقاعون وهي ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، ارتدى فيها الأطفال ملابسهم التقليدية وخرجوا من بيوتهم يجوبون (الدواعيس) من بيت إلى بيت ومن حارة الى أخرى في سباق مع الزمن لحصد أكبر قدر ممكن من المكسرات والحلويات... وربما المبالغ النقدية من الذين لم يسعفهم الوقت لشراء الحلوى الخاصة بالقرقاعون. الاطفال رددوا الأهازيج الشعبية التي تخص هذه الليلة وتمثل بالنسبة إليهم موروثا اجتماعيا احتفظ به الاباء والاجداد ولم تمحه من الذاكرة ابواق السيارات الفارهة والبنايات الحديثة.
الشوارع احتضنت الناس فرحا بإحياء ليلة النصف و... طرقات البحرين اكتست أجمل زينتها من مصابيح وأقمشة ملونة وشعارات مخطوطة تمجد هذا اليوم.
وعلى قارعات الطرق وزعت الموائد بشكل منظم فاحتوت على المأكولات والمشروبات الشعبية. المؤسسات الدينية وعلى رأسها المأتم كان لها دور كبير في احياء الناصفة التي تصادف مولد الامام الحسن بن علي (ع). فتم تداول الخطب الدينية، وشاركت فرق الانشاد الاسلامي بما لديها من جديد، وطرحت المسابقات الشيقة التي تستهوي الجمهور ووزعت الجوائز القيمة.
المجمعات التجارية التي تمثل الحداثة في اساليب التسوق استطاع القرقاعون ان يحتل مكانه فيها اذ قامت ادارات تلك المجمعات باحياء هذه المناسبة وتوزيع الحلويات على الأطفال الذين اصطحبهم أهاليهم إلى هناك.
هكذا عاشت البحرين في محافظاتها كافة ليلة النصف من رمضان التي هي كما كانت دائما فرصة للتقارب الاجتماعي في شهر تجتمع فيه القيم الدينية والتقاليد الاجتماعية معا
العدد 75 - الثلثاء 19 نوفمبر 2002م الموافق 14 رمضان 1423هـ