اتهم العالم النووي العراقي والمستشار العلمي لآية الله السيد علي السيستاني حسين الشهرستاني مخابرات النظام العراقي السابق بأنها تقف خلف عمليات خطف العلماء العراقيين، وإن هناك تنسيقاً بين هذه المخابرات وبعض الجماعات الإرهابية، وكذلك بعض القوى الوطنية والإسلامية تنخرط معها في هذا العمل من دون وعي لأبعاد وخطورة هذه الأعمال.
وتحدث الشهرستاني، في مجلس الشيخ الجمري، عن الأوضاع الحالية في القطر العراقي مؤكداً على أن إيمان المرجع السيستاني بالانتخابات وبالديمقراطية ليس تكتيكاً كما يروج البعض لذلك، بل هو خيار استراتيجي، والمرجع مؤمن بأن الانتخابات ستجلب الاصلح، والديمقراطية هي آلية للحكم ليس إلا.
وعن موقف المرجع السيستاني من عروبة العراق أكد الشهرستاني: على وضوح موقف المرجع فيما يخص عروبة العراق ويتضح ذلك جلياً في موقفه من ما يسمى قانون الدولة العراقي وتحديداً عن عبارة «الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية» إذ ابدى المرجع رفضه لهذا المنطق وأكد على تلازم العروبة مع الإسلام.
وعن عمليات خطف العلماء قال الشهرستاني: تحدثت مع اثنين من العلماء اختطفوا وحينها علمت من خلال الأساليب التي مارسها الخاطفون أنهم من مخابرات النظام السابق إذ إنني أعرف اساليبهم إذ اعتقلت عندهم اثنى عشر عاماً أيام النظام السابق.
وعن تقييمه للحكومة العراقية قال: رأي المرجعية وذلك رأيي هو إعطاء الحكومة فرصة لتقديم الخدمات للمواطنين وتهيئة الأرضية للانتخابات القادمة، ولكن الحكومة لم توفق لحد الآن لا في الجانب الأمني ولا في توفير الخدمات. ولكن هناك التزامات على الحكومة العراقية المؤقتة منها: عدم إبرام أية اتفاقية بالنسبة للقواعد الأميركية أو غيرها من إلتزامات دولية، وأيضاً الالتزام بإجراء انتخابات حرة نزيهة.
فيما يخص ما جرى من حوادث في النجف وسفر المرجع السيستاني للعلاج قال الشهرستاني: إن القوات الأميركية قامت بتوقيت عملياتها في النجف بمجرد سفر السيد السيستاني، وبعد إجراء العملية للسيد أراد الرجوع إلا أن الطبيب المعالج رفض سفره إلا بعد إتمام بقية العلاج.
وعن مستقبل العراق في ظل وجود القوات الأميركية، أوضح الشهرستاني أن: هناك رفضا حقيقيا لاستمرار الاحتلال والوجود الأميركي في العراق، ورأي السيد السيستاني معروف في هذا الجانب، ويضيف: إن احتلال أميركا للعراق وتقديمه على البقية ليس لشئ سوى لأنه كان الحلقة الأضعف في المنطقة، وكان لابد من «تجريب» الأسلحة الأميركية الجديدة، ولتخويف الدول المعادية لسياسات أميركا. وأضاف الشهرستاني: هناك جانب آخر وهو تحويل العراق إلى جزيرة «مكدونالد» و«كوكاكولا» ولكن اتضح للأميركان أنهم أخطأوا في ذلك.
وعن حقيقة رفضه لرئاسة الحكومة العراقية أكد: أن الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة للعراق عرض عليَ رئاسة الحكومة فرفضتها، وأعاد الطلب مرة أخرى، واسشرت المرجع السيستاني في ذلك وقال: في هذه المرحلة لا أرى ذلك مناسباً، وقررت حينها رفض رئاسة الحكومة، ومن أسباب الرفض أيضاً: سياسات أميركا غير الواضحة والاوضاع المعقدة، وقد لا تنسجم أفكار وأساليب الأميركان معنا
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 741 - الأربعاء 15 سبتمبر 2004م الموافق 30 رجب 1425هـ