أقام مأتم علي بن أحمد الحايكي حفلا تأبينيا بمناسبة أربعينية الفقيد عبدالله فخرو تناول الكثير من مآثره، حضره لفيف من منتسبي مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية. وتحدث فيه الشيخ عيسى الجودر عن جوانب الإيمان والشجاعة والجرأة في قول الحق في شخصية الفقيد، ومحاولاته المستمرة في توحيد الرؤى الوطنية المختلفة، إذ كان من أكثر الناس حرصا على الوحدة الوطنية، فكان شعاره واقعه الذي عايشه. وأشار إلى أن فخرو كان مثالا للرجل المؤمن بمبادئه غير هياب لكائن من كان، وكانت صولاته تتمركز في ساحات العزاء والمجالس المختلفة التي كان يؤمها الناس.

وتحدث الناشط الحقوقي عبدالعزيز أبل عن مآثر الفقيد في مجال الحقوق والتي تميز فخرو بها وتفرد، وقال: «كان شديد الثقة بنفسه وبدفاعه عن حق الشعب، وكان الناطق باسم ضمائرنا جميعا بجسارة قل نظيرها في زمن كان الصمت منجاة والسكوت غنيمة. لقد كان مناضلا مدركا للقيم الديمقراطية والإصلاحية الجوهرية».

وأضاف: «هناك ثلاثة مفاهيم أساسية لم تكن لتغيب عن خطاب المرحوم فخرو في كل المناسبات وهي: كراهيته للاستبداد الذي هو نقيض الديمقراطية وحيثما انتشر الاستبداد كانت السلطة المطلقة هي السائدة، والديمقراطية إنما تسعى لتفتيت السلطة المطلقة المستبدة. لذلك فإن تركيز المرحوم على الاستبداد ونقده واستنكاره له يعد إسهاما في بناء ثقافة مناهضة له وتعبيدا للطريق نحو فصل السلطات وبناء الديمقراطية السياسية».

ويواصل أبل في سرد بقية القيم التي عمل من أجلها الفقيد: «وثاني هذه القيم مفهوم الطغيان. وهو اشتداد العسف والعنت وبلوغه مبلغا يطغى على العقل والحكمة، ولقد كان ما تعرض له الفقيد من عنت وسجن لمجرد إبداء رأيه ونقده للاستبداد بالحكم، وسجن من دون وجه حق لمجرد أنه انتقد وزيرا نافذا فاسدا، ولو سادت الحكمة والعقل السلوك الرسمي لما اقتيد المناضل فخرو إلى السجن لمجرد قول رأيه في وزير. وكان الطغيان الذي واجهه فخرو لم يتمكن من هذا العملاق بل تمكن هو منه وانتصرت إرادة المقاومة التي شحذ همتها المناضل فخرو في نفوسنا جميعا».

وتطرق أبل إلى القيمة الثالثة، وهي رفضه للفساد المالي والتلاعب بالمال العام، إذ كان صوتا مدويا يرعب الفاسدين فكانوا لا يفضلون دخول مجلس عزاء يكون فخرو بين الحاضرين.

ويضيف أبل: «لقد أحب شعب البحرين كله الفقيد لأنه أحب كل الشعب، فقد كان مع إخوانه من أبناء الشعب في توقيع العرائض، واليوم يقفون بعد أن فارقهم بجسده ولكنه بقى معهم بروحه الوثابة المقاومة للظلم والاستبداد والطغيان وعزمه على حماية المال العام وصيانته من العبث».

وتحدث الكاتب سيدضياء الموسوي عن صفات «الرجل الكبير الذي يحمل قلبين، قلب يتألم وقلب يتأمل» وأضاف: «رحل رجل دولة الإنسان لا دولة الطائفة أو العرق، إذ كان ينادي بالوحدة الوطنية الحقيقية وليست «الديكورية».

وتحدث الموسوي عن وقوف المرحوم مع الفقير والمحتاج بغض النظر لأي مذهب ينتمي، وأضاف: «كان فخرو مع الحركة الدستورية منذ بداياتها الأولى وكان لا يبالي بما تتربص به قوى الأمن، وكان كالقبطان في سفينة الوحدة الوطنية في زمن الشدة، وفي ظل تعقيدات الوضع البحريني في ذلك الوقت كان يقوم بزيارة الشيخ الجمري على رغم الحصار واشتداد وطأة قوى الأمن على الشعب».

وسأل الموسوي قائلا: «لماذا فرض فخرو محبته على الجميع؟ وأجاب: لأنه أحب الجميع وكان ما يظهره هو ذاته ما يؤمن به من مبادئ وقيم، ولم يك ليجامل أحدا على حساب ما يؤمن به». وختم بقوله: «إني أختصر حياة الفقيد فخرو بعبارة للمسيح (ع) «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه» نعم هذه كانت حياة فخرو.

وبعد ذلك ألقى الشاعر ياسين البناء قصيدة رثاء في الفقيد، استهلها بذكر احدى قصص شجاعته. تحدث بعده عضو مجلس المحرق البلدي صلاح الجودر عن مآثر الفقيد ووضوح نهجه الوطني، وأثر الدين الإسلامي في خطابه، وسعيه لتطبيق ما كان يؤمن به، مؤكدا في الوقت ذاته تبنيه مشروع إطلاق اسم الفقيد عبدالله فخرو على أحد شوارع المحرق الرئيسية