العدد 734 - الأربعاء 08 سبتمبر 2004م الموافق 23 رجب 1425هـ

الحوار المحبط

سلمان عبدالحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب

ينطلق الحوار بين الجمعيات الأربع المقاطعة ووزير العمل مجيد العلوي السبت المقبل بشأن المسألة الدستورية والإحباط الشديد يسيطر على الشارع إلى درجة أنه تسرب إلى بعض قيادات الوفد المفاوض. وأكبر دليل على حال الإحباط في صفوف المعارضة عدم توحيد آليات العمل السياسي للمعارضة للدفع بالمسألة الدستورية إلى الأمام، فقسم من المعارضة مازال «مدلوقاً» على الحوار حتى مع هزاله وضعف تمثيله، ممارسة وزارة العمل ووزيرها أشد أنواع الحرب النفسية على المحاورين بتأجيل موعد الحوار، ليتضح حجم الاندفاع غير المحسوب للحوار مع الطرف الرسمي بأي ثمن.

الواقع أن زخم الحوار قد ضعف، ويراد منه أن تضعف القضية التي كان من أجلها الحوار، وهو المسألة الدستورية، لإفساح المجال للخيارات الأخرى، لكن هناك بلاء وداء أكبر، وهي أن المعارضة بدأت تفقد شيئاً فشيئاً حاسة الإحساس بالخطر، بل أصبحت تغمض عينيها عمداً حين ترى الخطر، لتبرير استسلامها في حال اللاوعي، والمطلوب مع تبرع أطراف لدخول التجربة النيابية المقبلة، ليكونوا بدلاء عن المعارضة في حال عدم دخولهم، فرملة خطوات الحوار من جديد، وإعادة فرز الأدوات السياسية البديلة عن الحوار في حال إخفاقه، وإيجاد درجة كبيرة من النفير السياسي تحسباً لأي طارئ.

لم يعد مقبولاً بعد الآن أي إخفاق متعمد أو غير متعمد، لم تعد مقبولة حال اللامبالاة والخصومات السياسية التي تشتعل حريقاً في أوساط المعارضة، فقد مل الناس وضجروا من واقع المعارضة، وأصبح الكثيرون ينظرون للخصومات السياسية والحرب الباردة بين أطراف المعارضة على أن محركها مصالح شخصية وزعامة لهذا الموقع أو ذاك، بعد أن تعبقت الحركة النضالية بدماء الشهداء على مدى قرن من الزمان، وخلت إلى درجة كبيرة من المصالح الشخصية، وخصوصاً عند قيادات الداخل التي طحنت في السجون، فهل سيتوقف هذا التداعي المؤسف، أم ستوصلنا المعارضة إلى حافة الهاوية؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"

العدد 734 - الأربعاء 08 سبتمبر 2004م الموافق 23 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً