كشف العضو الديمقراطي البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي بوب غراهام في كتاب سيصدر اليوم (الثلثاء) أن قائد القيادة المركزية الأميركية السابق الجنرال طومي فرانكس أبلغه يوم التاسع عشر من شهر فبراير/ شباط 2002، (أي) بعد أربعة أشهر على الغزو الأميركي لأفغانستان، أنهم نقلوا الكثير من العسكريين ورجال الاستخبارات والمعدات وطائرات التجسس التي تعتبر حاسمة في البحث عن أسامة بن لادن وقادة القاعدة إلى قواعد على حدود العراق للتحضير لحرب ضده.
واستعاد غراهام إلى الأذهان في كتابه «أمور استخبارية»، الذي تضمن انتقادات شديدة للرئيس جورج بوش وحكومته، محادثته مع فرانكس في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بولاية فلوريدا، إذ أبلغه فرانكس في لهجة كان يبدو فيها منزعجا: «ياسناتور، إننا لسنا منهمكين في حرب في أفغانستان»، ورد عليه غراهام «عفواً، ماذا تقول؟» فتابع فرانكس قائلاً أنه «يجرى إعادة نشر العسكريين ورجال الاستخبارات من أجل الإعداد لعمل في العراق».
ويقول غراهام إن الاستنتاج الذي توصل إليه لحظتها من حديثه مع فرانكس أن مهمة قائد القيادة المركزية (السابق)، باعتباره جندياً جيداً والتي كان يقوم بها بإخلاص قد جرى خفض مستواها من الحرب إلى عملية تفتيش، وهو أمرٌ دفع به عندما كان رئيساً للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ خلال فترة إعداد حكومة الرئيس جورج بوش لحربها على العراق، إلى التصويت ضد قرار الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 لأنه رأى أن الحرب على العراق هي هجوم لعرقلة القتال ضد ما أسماه «إرهاب القاعدة».
ويدّعي غراهام أن حكومة بوش ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) عرقلا تحقيقاً في الكونغرس عن شبكة الدعم المالي من مسئولين سعوديين لمن تتهمهم واشنطن بخطف الطائرات التي ضربت برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك والبنتاغون بواشنطن يوم 11 سبتمبر/ أيلول 2001. ويزعم غراهام في كتابه أن اكتشاف الدعم المالي «سيرسم خطاً مباشراً بين الخاطفين والحكومة السعودية، ويثير محاولة التغطية لإخفاء الحقيقة من حكومة بوش».
ويوضح غراهام أن بعض التفاصيل عما يقول إنه دعم مالي سعودي لاثنين من «الخاطفين» تضمنه تحقيق الكونغرس النهائي المكون من 27 صفحة، والذي عرقلت حكومة بوش نشره على رغم نداءات زعماء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في لجنة الاستخبارات. ويقول غراهام إن موظفي تحقيق الكونغرس توصلوا إلى استنتاج بأن اثنين من السعوديين في منطقة سان دييغو هما عمر بيومي وأسامة بسان اللذين قدما دعماً مالياً لاثنين من الخاطفين، كانا يعملان لصالح الحكومة السعودية.
وكانت الحكومة السعودية نفت بشدة أية روابط مع خطط الخاطفين أو القاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة. ويأمل غراهام أن يؤدي كتابه إلى إلقاء الضوء على فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في الحرب ضد الإرهاب. كما يتضمن الكتاب توصيات بشأن سبل إصلاح المخابرات الأميركية.
ويؤكد غراهام في كتابه أن حكومة بوش وأجهزة استخباراتها بالغا بصورة مستمرة في تقييمهما للخطر الذي يشكله الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بياناتهما الرسمية وتقاريرهما السرية، في الوقت الذي كانت فيه التقارير السرية تتضمن تحذيرات من أن المعلومات الاستخبارية بشأن أسلحة الدمار الشامل غير مكتملة.
وانتقد غراهام في كتابه بشدة الرئيس بوش ووصفه بأنه لديه «مستوى لا ينسى من الذكاء، أو حتى الإدراك العام واللامبالاة تجاه تحليل التهديدات النسبية التي يشكلها العراق أو القاعدة وغيرها من المجموعات الإرهابية».
وقال غراهام إنه عندما لم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة بعد عام من احتلال العراق، حضر بوش عشاء شبه رسمي نظم لرجال المال والأعمال والسياسة المؤيدين له في واشنطن، إذ «ألقى فيه خطاباً هزلياً يرى فيه وهو ينظر تحت أثاث البيت الأبيض ويقول مازحاً: «لا.. لا توجد أسلحة دمار شامل»، وهو ما جعل غراهام يكتب في كتابه «لقد كان ذلك من أسوأ الحملات الهجومية التي أشهدها. ولدى حضوري أخيراً جنازة جندي أميركي قتل في العراق تاركاً وراءه زوجة شابة وطفلين من دون سن المدرسة، لم أجد شيئاً هزلياً بشأن تبرير خادع للحرب» على العراق
العدد 732 - الإثنين 06 سبتمبر 2004م الموافق 21 رجب 1425هـ