العدد 732 - الإثنين 06 سبتمبر 2004م الموافق 21 رجب 1425هـ

«الوسط» تبدأ عامها الثالث

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في هذا اليوم نبدأ العام الثالث من عمر صحيفة «الوسط» ... والصحافي البحريني جدير بأن يطرح تعريفه لمفهوم العامل في مجال الصحافة... فلدينا الآن خبرات شابة لم تكن ستنشأ لولا الانفتاح السياسي وافساح المجال لمشروع مثل «الوسط» للظهور من أجل تطوير حركة المنافسة التي دفعت جميع العاملين في مختلف المؤسسات للتحرك باتجاه مختلف عن الماضي...

الصحافي البحريني المحبوب من الناس والمحترم من قبل المسئولين أصبحت له صفات معينة...

الصحافي في «الوسط» صادق وأمين، ولكنه أيضا «مشاكس» و«مزعج» على رغم التزامه بضوابط تؤكد استشعاره المسئولية والأمانة الوطنية الملقاة على عاتقه.

الصحافي البحريني كان مضطهداً ومظلوماً وخائفاً ومرعوباً في الماضي... أما اليوم فهو عزيز ومرفوع الرأس وله مكانته ومقامه، وكلمته لها صدى مسموع في شتى المجالات.

الخبر الذي كان يسيطر على الساحة الإعلامية البحرينية كان «خبر العلاقات العامة» للحصول على الإعلانات أو «خبر وزارة الاعلام» للحصول على رضا المسئولين... أما الآن فإن «الوسط» أثبتت أنها على استعداد للتضحية بإعلان هنا أو هناك، وبالعلاقات الحسنة مع هذا المسئول أو ذاك، إذا كانت مصلحة الناس تتطلب ذلك...

الخبر الدولي كان يسيطر على الأخبار المثيرة سابقاً، أما الآن فإن الخبر المحلي هو المسيطر، وأصبحت الصحافة البحرينية تتنافس مع الصحافة الكويتية في طريقة التعامل مع الخبر المحلي.

الصحافي الناجح هو الذي استفاد من الإصلاح لدفع عجلة الإصلاح... والصحافي المحبوب هو الذي وضع نفسه في خدمة الناس الذين يتصلون به في أي وقت، مستقبلاً همومهم ومعالجاً لقضاياهم...

الصحافي القويم هو الذي لا يقبل تسلم الهدايا التي تؤثر على تغطيته الصحافية ولا يقبل أن يتنازل عن قول الحقيقة... إلا إذا كان ذلك فوق طاقته، وبالتالي فإنه يفضل السكوت على الكذب وتزييف الحقائق.

الصحافي البحريني اليوم مرفوع الرأس... و«الوسط» تفخر لأنها ساهمت في ذلك... القدرات المختزنة لدى الصحافي كانت تنتظر وسيلة تتنفس من خلالها، وجاءت «الوسط» لتعلن عهداً جديداً في ميدان الصحافة البحرينية.

الصحافي البحريني «محلي» و«دولي» في آن واحد... يعرف ما يدور في بلده ويربطه مباشرة بما يدور في العالم الأوسع... يتحرك مع الخبر ويكتشفه... فهو يعرف أن الخبر الحقيقي هو «أي شيء لا يود بعض المتنفذين نشره» ... هذا هو الخبر البحريني خلال فترة وجيزة من عمر «الوسط» وهو الخبر البحريني الذي نأمل أن نعززه ونطوره.

الصحافي كان كسولاً... يجلس على مكتبه ينتظر ما يصله جاهزاً للنشر... هكذا كان الوضع، إلا ما قل وندر... اما اليوم فإن الصحافي في الميدان، يركض خلف الخبر... يحافظ على المصدر... يحرر الخبر... يرسله بوسائط تكنولوجية متطورة... يتصل ليضيف عليه آخر التطورات... يحمل هاتفه المحمول المملوء بأرقام المصادر الخبرية ليتأكد من كل ما يسمعه كي يتمكن من عرض الرأي والرأي الآخر... يذهب إلى منزله وهو على اطمئنان إلى أن الصباح الباكر سيحمل قصته التي كتبها مع اسمه من دون سرقة لجهوده وكدحه... يزداد قوة وحماساً وينطلق إلى يوم آخر من العطاء... وهكذا تنقضي السنون كما تنقضي الأيام، لانه لايوجد أفضل من خدمة المجتمع

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 732 - الإثنين 06 سبتمبر 2004م الموافق 21 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً