العدد 729 - الجمعة 03 سبتمبر 2004م الموافق 18 رجب 1425هـ

كيف يواجه الآباء رغبة الأبناء المراهقين في اتخاذ قراراتهم

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

إن أهم الأمور التي سيلاحظها الآباء عندما يصل أبناؤهم إلى سن المراهقة، هو رغبتهم في أن يشاركوا أكثر في اتخاذ قراراتهم في الأمور المتعلقة بحياتهم أو الحدود التي يضعها آباؤهم لهم، لكن هل معنى ذلك أنهم يجب أن يقرروا قراراتهم بأنفسهم؟

طبعاً لا، إلا أن ذلك لا يمنع من أن يكونوا جاهزين ليشاركوا في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم بصورة أكثر فاعلية، وهذا يعني أنهم يستطيعون أن يشاركوا بأفكارهم ومشاعرهم، وأن يناقشوا الأسباب التي وضعت على أساسها القواعد لهم مع مراعاة ما لديهم من طاقات في الاعتبار بشكل جدي.

إن من الملاحظ قيام الآباء مع أبنائهم المراهقين بتطوير الطريقة التي يعمل بها الآباء مع أبنائهم ليصلوا إلى الاتفاق فيما بينهم، لكن ذلك لا يمنع أن يظل القرار النهائي في يد الآباء.

سامي مراهق في الرابعة عشرة من عمره... كان يدعو أصدقاءه دائماً إلى المجيء إلى بيته بعد المدرسة... ليتحدثوا ويلعبوا ويستمعوا إلى الموسيقى أو يشاهدوا التلفزيون... عندما لا يكون والداه موجودين في البيت. وكانوا إذا شعروا بالجوع طلبوا طعاماً ليأكلوه، ولا يعود الوالدان مساء إلا والفوضى تعم البيت... الصحون متسخة والأكواب الفارغة في انحاء غرفة المعيشة، ولم يبق إلا القليل من الطعام في الثلاجة.

تضايق والداه من اهماله هو وأصدقاؤه في مسألة عدم تنظيف البيت بعد أن ينتهوا من لعبهم... لذلك قررا وقف هذه الفوضى، فماذا فعلا؟

جلس الوالدان مع ابنهما سامي ليناقشا معه قواعد أساسية للبيت عليه أن يلتزم بها عندما يدعو أصدقاءه إلى المنزل.

قال الأب: سامي... نحن نقبل أن تأتي بأصدقائك إلى المنزل بعد المدرسة، إلا إذا كنا غير موجودين، لكن الفوضى التي تتركونها في المكان يجب أن تتوقف.

قال سامي: أعتقد أن جزءاً من هذه الفوضى يعود لي... لأننى قدمت لهم بعض أكياس البطاطس... ثم قام كل منهم ليأكل ما يريد... ولم أدرك أنهم أكلوا معظم الطعام في الثلاجة. رد والده، الآن وقد عرفت ذلك... كيف ستتعامل مع هذا الموقف في المستقبل؟

أجاب سامي: سأقول لهم إن من الأفضل أن يأكلوا في بيوتهم قبل أن يأتوا... لكن أليس محرجاً أن أقول لهم ذلك؟

قال والده: بإمكانك أن تقدم لهم بعض الفشار والمشروبات الخفيفة... لا أكثر من ذلك.

قال سامي متسائلاً: وإذا ذهب أحدهم إلى الثلاجة وأخذ شيئاً... ماذا أفعل؟

رد والده: عندئذ عليهم أن يعلموا أنه من غير المسموح لهم أن يأتوا إلى البيت ونحن غير موجودين فيه.

رد سامي: ماذا إذا فعل محمد وأحمد ذلك ولم يفعل مثلهما عادل؟ هل أقول لهم جميعاً ذلك؟ لن يكون ذلك من العدل في حق عادل.

قال والده: سأترك ذلك لك لتقرر الحل الأفضل عندما يحدث... وأنا واثق أنك ستقرر القرار المناسب... المهم أن الذي يحضر منهم، عليه أن يسير على القواعد التي نضعها لمن يكون في هذا البيت.

قال سامي: حسنا سأخبرهم بذلك غداً.

علق والده: هذا أمر جيد... سندعك تجرب هذا الحل لمدة أسبوع وسنرى، لكنهم إذا لم يلتزموا بما وضعناه من قواعد، فإننا لن نسمح لك بجلبهم إلى البيت، إلا إذا كنا موجودين به.

كان في إمكان والده سامي أن يحل هذه المشكلة بسهولة بأن يمنع ابنه وأصدقاءه من الاجتماع في البيت في حال عدم تواجدهم به، لكن هذا الابن لن يتعلم درساً بهذه الطريقة بشأن القدرة على اتخاذ القرار. لقد استمع الاب إلى وجهة نظر ابنه... ثم ساعده على استعراض عدة خيارات... لكي يساعده على اتخاذ القرار بنفسه. وتعلم سامي من ذلك أن يتدرب على أن يقرر القرار المناسب، حتى يدرك أنه وحده المسئول عن ايجاد حل لمشكلته

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 729 - الجمعة 03 سبتمبر 2004م الموافق 18 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً