إلى أين يمضي الاقتصاد الرقمي؟ سؤال تفرضه تطورات ومعطيات هذا القطاع الاقتصادي الذي حقق قفزات هائلة مع مطالع القرن الجاري، غير أنه هوى بسرعة البرق عندما تساقطت الشركات الرقمية واحدة تلو الأخرى في «وادي السلكون» في أميركا في العام 2001م.
ويبدو أن الاقتصاد الرقمي، الذي برز بقوة في خواتيم القرن الماضي قبل نحو عقد ونصف العقد بمبادرات جريئة من رجال أعمال صغار السن يتوفرون على قدرات ذهنية وخيال وافر وجرأة لافتة، بدأ يسترد عافيته هذه الأيام إثر تواتر الأنباء عن اتجاه لاستثمار مليارات الدولار في مشروعات رقمية. فضلا عن عزم شركتي «مايكروسوفت» و«ياهو» استثمار مليارات أخرى من الدولارات في سوق تشهد منافسة ضارية من قبل شركات تتوافر لديها سيولة مالية كافية للاستثمار بشدة في تطوير الصناعة.
وعلى رغم الأنباء التي أشارت إلى خفض شركة «غوغل» (صاحبة احد أشهر محركات البحث على الانترنت) أمس النطاق السعري للإصدار الأولي لأسهمها الذي تترقبه الأسواق على أحر من الجمر بعد أن سقط الإصدار فريسة للقلق بشأن انخفاض الطلب على الأسهم، فإن الكثير من المعطيات تؤشر إلى احتمالات قوية بنمو تصاعدي للسوق الرقمية.
وكانت «غوغل» قررت خفض النطاق السعري للأسهم في الاكتتاب العام إلى ما بين 85 و95 دولارا للسهم من ما بين 108 دولارات و135 دولارا للسهم. وتقلص هذه التعديلات قيمة الإصدار الأولي إلى نحو 1,9 مليار دولار. كما أنها تخفض القيمة الإجمالية القصوى المحتملة للشركة إلى 25,8 مليار دولار من 36,6 مليار دولار وفق ما ورد في مستندات الشركة.
ومن الملاحظات الجديرة بالتسجيل أن مؤسسي «غوغل» سيرجي برين ولاري بيج لم يتجاوزا الثلاثينات من العمر وهما الآن من أصحاب المليارات.
وتلوح الآن في الأفق بوادر موجة الصعود الثاني للاقتصاد الرقمي الذي اعتبر كثير من المحللين أوان بروزه مجرد فقاعة
العدد 713 - الأربعاء 18 أغسطس 2004م الموافق 02 رجب 1425هـ