من عجائب دنيانا العربية أن الانتخابات الأميركية تحتل دائما الصدارة في الحوادث السياسية التي يشهدها العالم العربي، وكأن القصة وما فيها (لا قدر الله)، من سيفوز بالعرب؟ فالمسرح السياسي العربي يظل خامداً، راكداً، والأضواء خافتة، إلى أن تهتز الأرض تحت أقدام الجمهوريين والديمقراطيين، فتنتعش وسائل الإعلام العربية، فإذا هي معامل لتفريخ المحللين والمراقبين وأهل الرأي والفكر والبحوث والدراسات من «المهاجرين والأنصار»، بالإضافة إلى تشكيلة من رافضي الاستلاب والتبعية.
ما هو السبب في كل هذا الاهتمام بالانتخابات في الولايات المتحدة - كما يطلق عليها البعض؟ يذهب البعض (سامحهم الله) إلى الاعتقاد بأن العالم العربي ليس له ثوابته السياسية، لذلك يشعر بالضياع، إذ فكر في التجرد من التبعية. لا، لا طبعا، فهذا الرأي متطرف وربما إرهابي في بعض جوانبه، لأنه يجعلنا نعود لسماع المقولة المشهورة «إن للشعوب شيمة من شيم المرأة، فهي لا تستسلم إلا للرجل القوي».
أما البعض الآخر من الناس، فيرى أن العالم العربي محروم من الديمقراطية، وحرية تعبيرها وتفكيرها وانتخاباتها. لذلك تراه من أهم المتابعين للساحة الأميركية وبمعنى آخر هو كالمسكين الجائع يقف ليشم رائحة الطعام فقط.
بالله عليكم أين الديمقراطية التي يتحدثون عنها، أهي في منافسات ومناظرات أشبه بالمباريات، أما في ملاحم إعلامية وشعارات وهتافات وآمال ووعود كاذبة، بعدها ينكشف المستور، فيفوز المرشح بـ «الوكر الأبيض» وتتبخر الوعود مع عرق كل من شارك في كرنفالات الحملة الإعلامية. عندها قد تشمر الشعوب عن سواعدها، وتبدأ في ملء استبانات الأكاذيب التي لا تحصى، وتعترف بأن الانتخابات كانت مجرد «فخ آخر».
عندها فقط سندرك أن نعمة «اللاديمقراطية» أفضل من «الاستحماق» والاستخفاف بالعقول وأفضل أن نظل تحت راية «الأبيض» توكل علي إلى اليمين در
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 710 - الأحد 15 أغسطس 2004م الموافق 28 جمادى الآخرة 1425هـ