تلحق الكثير من الوعود التي تطلق من قبل الحكومة أو بعض المسئولين في غالبية الأحيان كلمة «قريباً»، فالمشروعات ستنجز قريباً، والمشكلات ستحل قريبا، والوعد سينفذ قريبا، والدراسة ستجرى قريبا، والاجتماع أو اللقاء سيعقد قريبا...الخ. ويظل الناس حينئذ لا يميزون بين القريب والبعيد، كونهم سأموا من الكثير من الشواهد التي تبرهن مدى بعد «قريبا»، وتؤكد بأن القريب غالبا ما يتحول إلى بعيد، لدرجة يبدو معها أن هناك صعوبة كبرى في تحديد التوقيت الزمني للكثير من الأمور. وفي حال زاد «الدق» على الموضوع تنقذ الجهات أو الشخوص أنفسها بمفردة أخرى هي «بسرعة». غالبا ما تبدو الموضوعات عائمة، مع أن كل الأمور من دون شك ستأخذ طريقها يوما ما إلى التنفيذ ولكن لو ابتعد عن كلمة «قريبا» في كل مرة لكان حال المترقبين أو الموعودين أفضل.
لا ضير من أن يسود جو من التفاؤل بقرب حدوث هذا الأمر أو ذاك، أما أن تستخدم الكلمة كمخرج من أزمة يقع فيها من يتحدث فهنا نكون أمام «تعليق» غير مبرر استغلت فيه «شماعة قريبا»، لتغني عن وقوع في حرج، أو عدم معرفة واطلاع فيمن يفترض فيه ذلك. أو قد تنبع أحيانا أخرى عن خوف من حدوث تغيير أو تأجيل، وهنا فقط يمكن أن يكون في استغلال الكلمة حكمة يشفع لها التبرير
العدد 709 - السبت 14 أغسطس 2004م الموافق 27 جمادى الآخرة 1425هـ