العدد 707 - الخميس 12 أغسطس 2004م الموافق 25 جمادى الآخرة 1425هـ

افتقار الإعلام الإصلاحي للجرأة... وضياع الشباب

لؤي عباس comments [at] alwasatnews.com

ليست هناك سلطة في العالم لا تحتاج إلى إصلاح، ولكن هناك سلطة تقمع كل صوت إصلاحي، وسلطة تخضع لقوانين وتشريعات ترغمها على عدم التعرض للصوت الإصلاحي، ولكنها لا تحترمه، بل تستحث كل اتباعها على القيام بحملة ضده وتشويهه حتى يقع صاحبه في حرج شديد، وسلطة تخضع لقوانين وتشريعات ترغمها على عدم التعرض للصوت الإصلاحي لا في البداية ولا فيما بعد، وسلطة تشجع الصوت الإصلاحي وتحترم رأيه وتعمل على الاستنارة به للإصلاح.

طبعاً الحكومات العربية والإسلامية في غالبها إن لم تكن كلها من الأنواع التي إما أن تقمع الصوت الإصلاحي أو تتركه يخرج في بيئة مسيسة تشوهه وتوقعه في حرج وعنت شديدين، وعندما يستسلم الصوت الإصلاحي تكون النتيجة كارثية.

من الجوانب الكارثية للنتيجة مثلاً ضياع العنصر الشبابي الذي يمثل مستقبل الأمة، فالعنصر الشبابي الذي يمثل حيوية الأمة يصعب على الكثيرين من الذين تجاوزوه فهمه، فهذا العنصر بإمكانه أن يتبنى أهدافاً يصفها العقلاء بأنها مستحيلة التحقق، وبإمكانه تبني وسائل ملتوية وإجرامية إذا تم إقناعه بأن الهدف النبيل يبرر الوسيلة، كما أن بإمكانه حتى القيام بعمليات انتحارية، وهذا يحدث لأسباب أهمها غياب الإعلام الإصلاحي الصحيح.

لقد استوعب الشباب من الإعلام أن أميركا هي العدو الأول وهي التي تحمي «إسرائيل»، ولكن لم يتجرأ أحد ويخبرهم بأن حكامنا قد خذلونا في كذا وكذا، فما لم يقل الإعلام كلمة الحق لن تكون له أية صدقية في قلوب الناس والشباب بالذات. ولو أنه اكتسب قلوب الشباب بكلمة الحق لأمكنه، وبكل ثقة، إقناعهم بطريقة الإصلاح الصحيحة، لكن من دواعي الأسف أن تجد شعبية بين الشباب للشخصيات الدكتاتورية والإرهابية ولوسائلها وأساليبها الإجرامية، كل ذلك بسبب غياب هذا الصوت الجريء الذي يملك القدرة على إيصال القناعات الإصلاحية الصحيحة وفق آليات واضحة.

لذلك، على الصوت الإعلامي أن يعرف المسئولية الملقاة على عاتقه، وألا يكون حبيساً للخوف من السلطة ولو أدى ذلك إلى الإضرار به لأن الضرر الذي سيصيب مستقبل الأمة من توخيه السلامة الدائمة سيكون أكبر بكثير. لذلك فالآلية المطلوبة لتنظيم العمل الإعلامي هي كالآتي:

1- شرح حقيقة هذا العمل بشكل موضوعي.

2- ذكر إيجابيات هذا العمل.

3- ذكر سلبيات هذا العمل.

4- ذكر العمل الصحيح الذي يفترض القيام به.

5- وأخيراً شرح كيفية الوصول للعمل الصحيح بدقة مع وضع الآليات وتحديد المسئولين المباشرين عن القيام بالإصلاح، ما أمكن

العدد 707 - الخميس 12 أغسطس 2004م الموافق 25 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً