حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم إنجازاً بحصوله على المركز الرابع في بطولة أمم آسيا، وأكد ثبات مستواه وتطوره في الوقت نفسه، وفي الفترة ذاتها أطلق مسئول في المؤسسة العامة للشباب والرياضة تصريحه المثير للجدل بفتح حساب لجمع تبرعات من الناس لتكريم لاعبي المنتخب، وهو تصريح ينم عن العقلية القديمة ذاتها في التعاطي مع هموم الوطن، ولا فرق بينه وبين حرمان كفاءات رياضية من تمثيل الوطن نتيجة سياسة التمييز المفتوحة على كل المجالات، حتى لو تسببت في عدم الإنجاز والإخفاقات المستمرة، فإذا كان المنتخب الحالي «وطنيا»، فإن تصريحا كالتصريح السابق ينذر بأن العقلية ذاتها ليست مستعدة لتطوير الرياضة والرياضيين، فهي تريد الأخذ ولا تريد العطاء. بحسب الفهم العملي لحقيقة إنجاز منتخبنا في الصين، فإن الإنجاز الفعلي ليس المركز الرابع، وإنما مستوى المنتخب وتطوره نتيجة وجود قسط من العدل في اختيار الكفاءات الرياضية التي ستمثل الوطن في البطولات، وهذا جزء يسير من العدل وليس كل العدل، فالمطلب أن يأخذ أمثال هؤلاء المبدعين حظوظهم في تسلم المناصب القيادية في المؤسسات الرياضية بعد اعتزالهم، وعدم حصر المواقع القيادية على أشخاص بعينهم، لاعتبارات شخصية وعائلية، لكي لا يكون هؤلاء المبدعون ضحية الاستعمال حتى نفاد الجهد والطاقة والعمر، ثم يكونون ضحية الإهمال إلى درجة النسيان المقصود. هذا القدر من العدل والإنصاف كافٍ لثبات وتطور الرياضة البحرينية، ومن دون ذلك فالتطور والثبات على المستوى الحالي غير مضمون، لأن الرؤية للإنجاز حائرة بين الاستحقاق الذاتي واستحقاق الكفاءة. مرة أخرى، ربما يكون التصريح السابق جرس إنذار بشأن بعض العقليات التي تدير القطاع الرياضي، وجرس إنذار عمّا إذا كنا نريد تطوراً للرياضة البحرينية أو تطوراً يسجل لحساب أشخاص، ولوقت محدود، وجرس إنذار بشأن مصير الكفاءات الوطنية، هل ستكرم فعلاً، أم ستهمل وتنسى؟
العدد 707 - الخميس 12 أغسطس 2004م الموافق 25 جمادى الآخرة 1425هـ