بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول من العام 2001، عندما خطف انتحاريون طائرات وضربوا بها قلب الاقتصاد والقوة العسكرية الأميركية أشار الكثير من المحللين والمراقبين الاقتصاديين إلى أن الضربات لم تصب برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن فقط بقدر ما أصابت صناعة الطيران «ذاتها» في مقتل.

ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى صدقت توقعات المحللين إذ أظهرت النتائج المالية للربع الأول من العام 2002 مدى التراجع المخيف الذي أصاب كبريات شركات الطيران التي لم تتجاوز نسبة أرباح أكثرها نجاحاً عتبة الـ (10) في المئة.

وقبل أن تفيق تلك الصناعة، التي كانت مزدهرة جداً قبل تلك الحوادث، من صدمات (11/9) بدت وكأنها أصيبت بنحس تلك الحوادث. وتوالت التراجعات وظلت المتاعب تلاحق شركات الطيران العالمية، وعزز تلك المتاعب تفشي وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) في منطقة آسيا والمحيط الهادي. فضلاً عن التصاعد الجنوني لأسعار النفط العالمية. وقبل ذلك الإشارات المتتالية عن احتمالات تعرض بعض البلدان الغربية لهجمات إرهابية.

وتقف صناعة الطيران هذه الأيام على مفترق طرق حقيقي لاسيما ما ظل يتردد عن احتمالات بارتفاع كلفة التأمين على شركات الطيران مع تزايد احتمالات وقوع أعمال إرهابية في غير دولة غربية، وإن عطفنا هذا الاحتمال على المشكلات والمتاعب التي ظلت تعانيها صناعة الطيران خلال السنوات القليلة الماضية نستطيع أن نقول بثقة مفرطة إن صناعة الطيران انطلقت في مسيرة طويلة على طريق المعاناة