تحاول الولايات المتحدة بكل السبل إقناع الدول العربية والإسلامية لإرسال قوات إلى العراق لتحقق هدفين: يتمثل الأول في مساندة تلك القوات لعمليات حفظ «الأمن والسلام» والتخفيف على القوات الأميركية التي تواجه ضغطا شديدا عقب انسحاب بعض قوات التحالف، والأمر الثاني هو تحقيق كسب سياسي يدعم الرئيس جورج بوش وهو على أبواب معركة انتخابية.

في إطار تحقيق ذلك الحلم عمل وزير الخارجية الأميركى كولن باول على إقناع الرأي العام أنه حصل على تنازل من السعودية يقضي بالموافقة على إرسال قوات إلى العراق للقيام بعمليات إنسانية. لكن ما ورد من تصريحات في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي أظهر أن الرياض أيدت إرسال قوات عربية وإسلامية وليس سعودية كما كانت تحلم واشنطن إلى العراق وفق شروط لم يُكشف عنها.

وأغلق علاوي باب الاجتهاد وإطلاق التفسيرات في هذا الشأن حينما كرر أمام باول القول إن بغداد ترفض استقبال قوات من دول الجوار في أراضيها وذلك لأسباب منها حساسية الأمر بالنسبة إلى العراقيين.

كما اتضح من نتائج اجتماع «الترويكا» العربية في تونس أن مسالة إرسال قوات عربية إلى العراق لاتزال تكتنفها الصعوبات إذ خلص الاجتماع في توصيات سترفع إلى الاجتماع الوزاري المقبل للجامعة العربية بأن أمر إرسال قوات إلى العراق يندرج في الإطار الثنائي ولن يُتخذ قرار بصورة جماعية فيه.

هذه التطورات تؤكد أن الدول العربية والإسلامية لن تتورط في الدخول في ساحة لم تكن هي طرفا في إدارة أمورها من قبل وذلك لأسباب كثيرة منها احترام رأي شعوبها ولتجنب إراقة الدم العراقي من قبل قوات عربية