في العام 2000 قامت كندا بعمل استبيان أرادت من خلاله معرفة أكثر مقاطعة نسبة في استخدام الانترنت والاستفادة منه في انجاز المعاملات المصرفية ودفع الفواتير والتسوق والشراء عبر الانترنت ومراجعة الجامعات وأوقات المحاضرات فيها والى آخره... فوجدت أن أقل نسبة من الاستفادة من ذلك هي مقاطعة (كيبك الفرنسية) الكندية.

عندما نُشرت نتيجة الاستبيان في الصحف ووسائل الإعلام الكندية أصيبت (كيبك) بصدمة كبيرة، فلماذا نحن أقل نسبة؟ وماذا ينقصنا؟ وأين يقع الخطأ؟ أسئلة عدة وضعتها جراء صدمتها واندهاشها وتأخرها عن باقي المقاطعات.

بعد ذلك اخذت على عاتقها النظر في الاسباب، فأجرت دراسات مستفيضة وشاملة تبين بعدها ان السبب في ذلك هو ان كثيرا من المواطنين (الكيبكيين) لا يملكون جهاز حاسوب في منازلهم وأن الكثير منهم لا يتقن استخدامه. فبادرت في ايجاد حل للرقي بمواطنها ووضعه في الموضع الصحيح الذي يتطلبه العصر. فأعلنت عن عزمها اعطاء 500 دولار كمساعدة لشراء الحاسوب، ودورة تدريبية مجانية لاستخدام الحاسوب والانترنت، وتوفير خدمة الانترنت بسعر رمزي هي نسبة 80 في المئة منه لكل فرد غير مستطيع، تشجيعا منها لتكون في مصاف المقاطعات الأخرى ويكون مواطنها مواكبا لمتطلبات العصر. وبعد عام أجرت مقاطعة (كيبك) استبيانا آخر على غرار الاستبيان الأول فوجدت أن مواطني كيبك هم أكثر الناس في انجاز معاملاتهم المصرفية وغيرها عبر الانترنت.

قد لا نحتاج نحن البحرينيين الى 500 دولار لشراء حاسوب، وخدمة انترنت بسعر رمزي، بقدر ما نحتاج الى تثقيف المواطن وتقديم الدورات التدريبية المجانية في كيفية انجاز معاملاته اليومية عبر الانترنت بدلا من الرجوع الى الدوائر الرسمية والمؤسسات المصرفية لنكون بذلك في مصاف هذا العالم المتقدم السريع في تطوره. فليس من الانصاف ان نرمي باللوم في تأخرنا عن هذا الركب على تحصيلنا الذاتي فقط، فهذا المواطن المسكين أثقلت كاهله الظروف الصعبة والتفكير في معيشته، ولكن إدارة هذا البلد تتحمل القسط الاكبر من هذه المسئولية فهي المسئول الاول والأخير عن تنمية هذا المواطن وتنمية هذا الوطن به، فعندما يكون الهدف هو تنمية المواطن يجب ان تذلل كل الصعوبات