يمعن سليم بركات في مشاغباته اللغوية، يمسك بقاموسنا اللغوي... يهزه من مفاصله فيتساقط الكثير من اللغو!! فيما يلتقط الخامة المدهشة ليقيم ابهاره ومراراته واغترابه!.
ذلك الشاعر الذي رفض التعامل مع التابوات، أقام هامش تعامله مع حرية لا تسمى، لا تسمى بالمعنى الذي يجعلها لقيطة... لقيطة بمعنى تورطها في السهل والشائع، والا ما الذي يحرزه الشاعر من حرية هي جزء من السقوط... جزء من التقاط في مدى عابر .
«أسير الشمال» ذلك القريب من صراعات المدينة على الرغم من براءته الأكيدة من المدينة كهاجس شعري... يتسائل بل يعترف بأن المدينة «تعلمني كيف أقبض على العالم فنيا، دون أن تكون موضوعا داخل هذه الفنية» اذ هي نمط علاقات ونمط من «الفكر والهندسة».
يذهب واثقا من سفينته اللغوية التي جمع فيها مالم تجمعه سفن شهيرة !
الأعمدة: الإستطالات الحرة التي لا يحدها أي سقف!
الحلبة: عراك وحشي بين أناس عراة!
الهندسي: مستطيلات مشعة!
بنات آوى: فتيات يلبسن السواد وهن يهرولن في الأودية!
النهب: يد قوية تمتد الى كومة من عقود الخرز!
ما يميز بركات هو امعانه في التقاط «الحوشي والمهمل والنابي من الكلام وشحنه بمزيد من الشاعرية».
الشمال امتحان
جهة الضجر الكبيرة... سيدة الجهات في امتحانها
تأخذ كل شئ لتعطيك البسالة والتهور
وفي أضعف حال تجعلك وكيلا على ملك لا يُرى، أو حارسا للهواء!
كان محض كارثة!!
يظل يهذي وحين تنبهه
لايتردد في تحريض المهووسين والعاطلين عن التفكير
كي يقتنصوا فرصة انشغالك
وارسالك الى حتف يليق بمواهبهم!!
يبدو قادما من كوكب
أول سماته الإقصاء!!
ليته يمتهن الدباغة
ويدع الشعر وشأنه !!
ذلك الساذج
يتخيل سكان العالم
مجموعة ممن اغتصبت ذاكرتهم!!
يبدو في طريقه لارتكاب جريمة
وهو يشرع في كتابة نصه الردئ!!
بعد عشرات الجالونات من الحبر
لم يستطع أن يقنع أحدا
بأن له علاقة بالكتابة!!
هو بلا ذاكرة
الا انه يتذكر أمرا واحدا:
انك تترصد غيابه العريق!!
لم يشأ أن يميز بين
الماس والمس!!
يتباهى بشهادة الأغبياء
ليدل على موهبته
وحين يغادر لايترددون
في الفتك به!!
لم يكن شاعرا
كان محض كارثة!!
الجنوب: قلق مقيم
أي روح تلك التي تذهب ممعنة في تقمص الحديد؟
العدد 69 - الأربعاء 13 نوفمبر 2002م الموافق 08 رمضان 1423هـ