العدد 689 - الأحد 25 يوليو 2004م الموافق 07 جمادى الآخرة 1425هـ

«المحافظون الجدد» يؤسسون لجنة لمكافحة الإسلام ومنظماته

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

أسست مجموعة من السياسيين الأميركيين المتطرفين في مواقفهم تجاه العرب والمسلمين تضم 41 شخصا معظمهم من صقور «المحافظين الجدد» ثالث لجنة بشأن ما يعتبرونه الخطر الراهن على الولايات المتحدة. وكانت اللجنتان السابقتان لها بمثابة تجسيد لتعبئة الرأي العام الأميركي لمكافحة الشيوعية والاتحاد السوفياتي (السابق) أما الآن فقد حدد هؤلاء المتطرفون عدوهم الجديد بأنه «الإرهاب الدولي» وقالوا في مؤتمر صحافي عقدوه لهذا الغرض في مبنى الكونغرس الأميركي الثلثاء الماضي ان مهمة اللجنة الوحيدة ستكون «تبني سياسات تهدف إلى كسب الحرب على الإرهاب الدولي الذي ينفذ من قبل إسلاميين راديكاليين معارضين للحرية والديمقراطية».

ويترأس مجلس إدارة اللجنة المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جيمس وولسي، ويشارك في رئاستها كل من العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي جوزيف ليبرمان، والعضو الجمهوري جون كيل. وفيما ينتمي وولسي وليبرمان إلى تيار المحافظين الجدد، فإن كيل وثيق الارتباط باليمين المسيحي الأميركي المتطرف.

وقال وولسي، الذي غالبا ما أشار إلى المعركة ضد الإسلام الراديكالي بأنها الحرب العالمية الرابعة: «إن اللجنة تعتزم أن تظل نشطة إلى أن يصبح التهديد الحالي غير قائم مهما امتد الزمن».

ونشر ليبرمان وكيل مقالا الثلثاء الماضي في صحيفة «واشنطن بوست» جادلا فيه حول ان «الكثير جدا من الناس غير مدركين بصورة كافية لمخططات عدونا على نطاق العالم، والتي تشمل شن جهاد ضد كل الأميركيين وإقامة إمبراطورية دينية في الشرق الأوسط». وقالا: «إن الكفاح الماضي ضد الشيوعية كان في بعض طرقه مختلفا عن الحرب الحالية ضد الإرهاب الإسلامي ولكن التضامن القومي والدولي ينبغي أن يسود على كلا العدوين، فالحرب العالمية ضد الإرهاب الإسلامي هي اختبار لعصرنا».

وقال ليبرمان في المؤتمر الصحافي: ان «الغرض من المجموعة الجديدة هو تشكيل جيش من مواطنين من الحزبين يكون مستعدا لخوض حرب أفكار ضد أعدائنا الإسلاميين الإرهابيين وإرسال إشارة واضحة بأن استراتيجيتهم لخداع وإضعاف معنويات وتقسيم أميركا لن تنجح».

وكانت أول لجنة شكلت باسم «لجنة الخطر الراهن» وهي تحالف من خبراء في السياسات الخارجية والدفاعية في العام 1950، وكان الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان عضوا فيها، وأدخل في ادارته الكثير من أعضاء تلك اللجنة، حين جرى إحياؤها مرة ثانية في العام 1976.

وأكثرية أعضاء اللجنة الـ 41 معروفون بأنهم من «المحافظين الجدد» الذين ساعدوا بقوة في قيادة الحملة للحرب على العراق وأيدوا منذ زمن طويل توسيع نطاق الحرب التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ضد ما يسمونه الإرهاب لتشمل إيران وسورية والسعودية أيضا، إذ مارسوا - لايزالون نشاطهم الفكري في إطار ما يعرف بـ «مشروع القرن الأميركي الجديد».

ويلاحظ أن الكثير من أعضاء اللجنة يعملون في معهد «أميركان انتربرايز» الذي يعتبر معقل «المحافظين الجدد»، مثل السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة جين كيرباتريك، وجوشوا موروفيتش الذي دعا في شهر يوليو/ تموز 2002 إلى احتلال آبار النفط السعودية، ولوري ميلوري الكاتبة التي تتهم بأنها تستقي معظم معلوماتها في كتابتها ضد العراق من مصادر استخبارية إسرائيلية ومن أحمد الجلبي، ودانييل بليتكا ومايكل روبن وبن وايتنبيرغ وكينيث أدلمان ونيوجينغريش ومايكل ليدن. وبعض هؤلاء أعضاء في مجلس سياسة الدفاع الذي يعمل كهيئة استشارية لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، كما أنهم أعضاء في مجلس الأمن القومي اليهودي (جينزا). ومن بين أعضاء اللجنة أيضا رئيس مركز سياسة الأمن القومي فرانك غافني وتشارلس كوبرمان وويليام فان كليف ودوف زاخيم الذي استقال لتوه من منصبه مراقبا ماليا لوزارة الدفاع (البنتاغون). وتضم اللجنة باحثين في مؤسسات بحث يمينية، مثل: «مؤسسة هيريتيج (التراث)» ومؤسسة هوفر و«معهد مانهاتن»، و«فريدم هاوس» و«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» و«اللجنة السابقة لتحرير العراق» و«المعهد القومي للسياسة العامة»، و«الأميركيون من أجل الانتصار على الإرهاب»

العدد 689 - الأحد 25 يوليو 2004م الموافق 07 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً