العدد 686 - الخميس 22 يوليو 2004م الموافق 04 جمادى الآخرة 1425هـ

نتاج التيار الإسلامي

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

يبدو أن التيار الإسلامي في البحرين وغيرها من بلدان العالم لم يدرك بعد إمكان التحول والتغيير لمواكبة التطور، والاستفادة من الفرص المتاحة له. فبعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول والهجمة التاريخية التي تعرض لها الإسلام، وتنظيمات التيار الإسلامي في العالم كانت هناك لحظة فاصلة يفترض أن تدعو قيادات التيار إلى اتباع نهج جديد مغاير للذي تم اتباعه منذ أوج الصحوة الإسلامية في الثمانينات حتى التسعينات من القرن الماضي، إذ تواكب تنظيمات التيار الإسلامي التطورات والتحديات الخطيرة التي يواجهها منتسبو التيار قبل المسلمين في العالم.

وهذا النهج الجديد والتحول يمكن أن يكون كبيرا كما حدث بالنسبة إلى تيار الإخوان في البحرين منذ منتصف التسعينات الماضية حتى اليوم، فالتحول الذي طرأ على تيار الإخوان غيّر الكثير من المفاهيم الفكرية والتنظيمية لدى منتسبي التيار، وأفرز نقلة من الانهماك في العمل الخيري والدعوي والاجتماعي إلى الولوج نحو بوابة العمل السياسي، وكانت النتيجة طبعا حضورا سياسيا قويا في السلطة التشريعية والمجالس المحلية. وبالمقابل نجد تيار السلف قد دخل السياسة بدرجة من التحفظ، ولم يكن دخوله ناتجا عن تغيير في النهج والأسلوب، بل يمكن القول إن السبب الرئيسي في دخوله السياسة يتمثل في دواعي الحاجة والضرورة لا أكثر.

لذلك فإن تغيير النهج في التيار الإسلامي لم يظهر بعد على رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها التيار، الأمر الذي يهدد الصحوة الإسلامية بالتراجع. وإذا كانت حكومات منطقة الخليج قد كوّنت تحالفات دقيقة مع اتجاهات محددة في التيار الإسلامي، فعلى قيادات التيار أن تدرك اليوم أن الظروف المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى الضغوط الخارجية قد أصبحت عوامل مهمة تدفع الحكومات إلى إعادة النظر في تكوين هذه التحالفات، وإعادة تركيبها من جديد، بحيث تناسب المستجدات الراهنة وتضمن لها الحد من أية قوة صاعدة بالإمكان أن تنافسها داخل الأنظمة السياسية.

لا يقصد بتغيير تيار الإخوان في البحرين ان هو الأنسب، ولكن معطيات الواقع تقتضي إعادة النظر في نهج كل تيار برمته عالميا. وما يدفع القول بذلك هو نتاج التيار الإسلامي بعد مرور عقود طويلة على الصحوة الإسلامية الأولى في بواكير القرن العشرين، وما طرأ عليها من تجديد مستمر، وتجارب عدة.

فحركة النهضة التي قادها محمد عبده ومن خلفه، ثم نشوء حركة الإخوان المسلمين في مصر، والتطور الاستراتيجي الذي شهده التيار الإسلامي الشيعي على يد آية الله الخميني يحتم على قيادات التيار الإسلامي اليوم النظر في نتاج كل تيار، وما قدمه من إنجازات حضارية للأمة والإسلام.

ويمكن تحديد ذلك بإلقاء نظرة سريعة على منجزات كل تيار كمثال، فتيار الإخوان قد خلق صحوة ووعيا إسلاميا عاما، وأنتج فكرا متفاوتا في القيمة، وبالتالي أصبح يملك من القواعد التي نشرها في مجتمعات العالم الإسلامي الكثير من التكنوقراط الذين يؤمنون بأن تطورهم الفكري والعملي يصب لصالح خدمة الدين. أما تيار السلف فقد انهمك في إعداد أجيال متتالية من المنكبين على العلوم الإسلامية من دون أن يقدم نماذج وقواعد من «المسلم العارف بأمور دينه ودنياه»، هذا على رغم الفرصة التاريخية التي حظي بها التيار ليكون شريكا أساسيا في حكم المملكة العربية السعودية. ويأتي التيار الإسلامي الشيعي الذي يمكن مقارنته بتيار السلف، فكلاهما أتيحت له الفرصة ليؤسس دولة، ويمكن مقارنة ما أنجز الطرفان، إذ سيظهر البون الشاسع مع تيار السلف فيما حققته القيادات الإسلامية في إيران من إنجازات

العدد 686 - الخميس 22 يوليو 2004م الموافق 04 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً