العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ

هؤلاء لا يريدون الحوار

حمد الزيرة comments [at] alwasatnews.com

تلقى كاتب هذه السطور دعوة رسمية من قبل "جمعية ملتقى الشباب البحريني" لحضور فعاليته التي نظمها يوم الأحد 81 يوليو/ تموز بالتعاون مع المعهد الوطني الديمقراطي للشئون الدولية تحت عنوان: "حوار المقاهي: الحوار الديمقراطي"، ومشاركتهم كمدير حوار لإحدى الطاولات في مقهى دلمون. وكان مطلوب منا نحن مديري الطاولات الحضور يوم الأربعاء 41 يوليو من أجل الإعداد الفني والتقني لكيفية إدارة "مقهى الحوار". ورسم لنا الزميل فوزي جوليد الخطوط العريضة لأنواع المناقشات وكيفية التعامل معها. وفي آخر الفترة، عرض علينا جوليد عددا من "الألعاب" التي تستخدم من قبل المسئولين الخائفين من دخول الحواريات بما أنهم لا يملكون حججا لإقصاء ومنع الأطراف المختلفة من المشاركة في دائرة النقاش. باختصار، هي عشر ألعاب رئيسية: 1- لعبة الاحتلال. 2- لعبة التخويف/الترهيب. 3- لعبة التعطيل. 4- لعبة التمويه. 5- لعبة التلاعب بالمعلومات. 6- لعبة العصيان الاستراتيجية. 7- لعبة الأسوار غير المرئية. 8- لعبة الإقصاء. 9- لعبة الاستقواء. 01- لعبة التشكيك. أولا: لعبة الاحتلال Occupation Game هي لعبة يحتل فيها أحد أطراف الحوار المنطقة أو موضوع الحوار نفسه ويعتبر نفسه هو المسئول الأول والأخير عن هذه القضية ولا دخل لغيره فيها بسبب انعدام الكفاءة والخبرات عند غيره بحسب ما يدعي. ويكرر عبارة: "هذا الأمر ليس من شأنكم ولا من اختصاصاتكم. فأنتم صغار على الحياة ومتحمسون ولا تمتلكون الخبرات الكافية" ثانيا: لعبة التخويف/الترهيب Intimidation Game لعبة قذرة، يمارس فيها أحد المتحاورين بطشه ودكتاتوريته في تخويف الآخرين من التدخل في الحوار. فيصرخ في وجوههم ويهددهم بضرب مصالحهم وكسر ظهورهم إذا تجرأ أحدهم بالتقدم خطوة نحو الأمام. ثالثا: لعبة التعطيل Filibuster Game لعبة يمارسها الكثير من المسئولين، يقومون بالثرثرة طوال الوقت ويغرقون في أعماق التفاصيل الهامشية، فيشتتوا رأي الآخر ويحتكرون معظم فترة الحديث حتى نهاية الوقت. بالتالي لا يمتلك الطرف أو الأطراف الأخرى الوقت الكافي للتعليق والرد. رابعا: لعبة التمويCamouflage Game وهي مثل مهارة المراوغة في لعبة كرة القدم. إذ يقوم اللاعب الذي يمتلك الكرة بتحريك رجليه بسرعة فائقة لتشتيت فكر اللاعب من الفريق الخصم وعدم قدرة الأخير على تحقيق الهدف الأساسي الحالي وهو "قطع الكرة"! هنا يركز المسئولون في مناقشة أمور ثانوية جانبية فيؤدي ذلك إلى انشغال الأفراد عن الهدف الأصلي الذي عقدوا الجلسة وجهزوا طاولة الحوار من أجله. خامسا: لعبة التلاعب بالمعلومات Manipulating Information Game هنا يحجب "الهوامير" المعلومات التي قد تسيء لمصالحهم ووجاهتهم، ونشر جميع التفاصيل التي تخدمهم و"تزينهم" وتعمل عمل "المكياج" لتغطية ما قد لا يكون جمالا حقيقيا أسفل هذا الغطاء. كذلك، إعطاء معلومات خاطئة غير صحيحة، التلفيق، إخفاء بعض الحقائق. أيضا التلاعب "الكلماتي" مثل قضية "الانشغال والاشتغال" بالسياسة. سادسا: لعبة العصيان الاستراتيجية Strategic Non-Compliance Game في هذه اللعبة، يعطي المديرون انطباعا عاما بأنهم على أتم استعداد للتعاون والنظر في موضوع المشكلة ومناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها، كل ذلك على المستوى الظاهري "المنافقي" غير الفعلي الحقيقي. باختصار، مجرد حملة علاقات عامة فضفاضة مطاطية، واستخدام الأبواق لترديد العبارات المعروفة مثل: "يصير خير"، "هونها وتهون"، "عطنا فرصة"، "راجعنا مرة ثانية بكرة" ... إلخ. سابعا: لعبة الأسوار غير المرئية Invisible Walls Game هنا يتم عرقلة الأمور عن طريق إيجاد معوقات وحواجز وهمية. ببساطة، هي إجراءات بيروقراطية متخلفة لا داعي لها. والنتيجة هي الصعوبة في استمرارية متابعة تنفيذ المشروعات وخلق انطباع سلبي عن "الآمال الوردية" لحل المشكلة. ثامنا: لعبة الإقصاء Shunning Game هي الأسوأ على الإطلاق. فيقوم الفرد باستثناء واستبعاد "إقصاء" الطرف الآخر من معادلة الحوار سواء أكان بأسلوب ظاهري متخلف أو أسلوب خفي متحضر. وهنا يقوم البعض بوصف الأعضاء الجدد بأنهم "دخلاء" وهم غير مرحب بهم. إذا، هنا "تتمشكل" المشكلة في "شخصنة" الخلافات، ومهاجمة الشخص وليست الموضوعات والآراء التي يطرحها على طاولة الحوار. تاسعا: لعبة الاستقواء Powerful Alliances Game هنا يتم ذكر بعض الأسماء سواء من المسئولين المتنفذين، أو ربما جماعة "المافيا الجلادين"، أو حتى شخصيات اجتماعية مرموقة لها وزنها الاجتماعي على الساحة الوطنية، كل ذلك من أجل تهديد الفرد والضغط عليه بالتراجع عن طرح بعض الأمور. أمثلة على ذلك: "بشتكي عليك عند البابا!"، "بعلم الشيخ عن أمورك"، "سأفضحك عند الرموز"... إلخ. عاشرا: لعبة التشكيك iscredit Game يكون هنا أيضا الهجوم شخصيا ولكن بصورة أعم من لعبة الإقصاء. فيتم التشكيك في نوايا الأفراد بسبب اختلاف وتباين آرائهم عن الرأي العام للمجموعة، ووصمهم باتهامات مختلفة مثل "الرجعية، التقدمية، الكفر، الإلحاد، المنحرف، المتشدد، الحكومي، المعارض... إلخ". بالتالي خلق إشكالات غير موجودة في الأساس لمجرد إسقاط الآخر ومنعه من التحدث في جلسة الحوار

العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً