العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ

التفكك المبكر لقوات التحالف في العراق

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

لم يمض طويلا على القرار الذي اتخذه مجلس الأمن والذي أجاز الاحتلال في العراق من خلال تشكيل قوة متعددة الجنسية بعد تسلم الحكومة العراقية السيادة، حتى أخذ الوضع العسكري في التفكك فها هي الفلبين تسحب قواتها لتصبح الدولة الخامسة بين دول التحالف التي تتمرد على أميركا وتخالف تحذيراتها. فقد غادرت من قبل أسبانيا والدومنيكان وهندوراس قبل انتهاء المدة التي أرسلت لها القوات. كما سحبت نيكاراغوا قواتها منذ فبراير/شباط الماضي لأسباب مالية ظاهريا.

إن ما بني على باطل سيظل باطلا وهشا اذ غالبية دول التحالف لم تكن مقتنعة منذ البداية بالمشاركة لولا الإلحاح والضغط الاميركي. هذا التفكك المبكر كان منطقيا لأسباب تعود الى ضغط الرأي العام في هذه الدول المنسحبة، و قاد الى تغيير حكومات كما حدث في أسبانيا اذ بعد يومين من تسلمه رئاسة الحكومة سحب الاشتراكي خوسيه ثابتيرو قواته منفذا الوعود التي قطعها على نفسه خلال الانتخابات. وهناك بعض الأسباب تتمثل في الوضع الأمني في العراق اذ اتخذت بعض الجماعات المتشددة سياسة اختطاف الرهائن وهي سياسة أربكت ليس الحكومات المشاركة ولكن المؤسسة العسكرية لتلك الحكومات اذ وجد الجنود أن العملية برمتها عبارة عن حرب عصابات ومدن وليس عملية حفظ للسلام كما يدعي الاميركيون.

ان مسلسل الانسحاب مستمر وبسرعة فها هي تايلند تبدأ في الانسحاب أيضا لتصبح الدولة السادسة في هذا التوجه وفي الطريق النرويج ونيوزيلندا واستونيا. ولذلك نستلهم من كل هذا أنه يجب عدم التورط كثيرا في سياسة الخداع الاميركي من أجل الإبقاء على أمد الاحتلال تحت مظلة الشرعية الدولية فأبناء العراق وحدهم قادرون على حماية وطنهم اذا تطايبت النفوس

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 685 - الأربعاء 21 يوليو 2004م الموافق 03 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً